………..
-مشي؟!
لفت ليا وجاوبتني بعينيها قبل ما تنطق:انتي متعرفيش؟
-ملحقتش اشوفه.
سبتها وروحت قعدت وانا ببص للسما اشكيلها همومي كالعادة، ازاي شعور الانسان ومزاجه ممكن يتغير ١٨٠ درجة كده!
ازاي اصلاً شعورنا ومزاجنا يبقى مرتبط بوجود شخص واحد معين بالشكل ده!؟
جت قعدت جمبي وهي بتبص للسما هي كمان:هو مطلعش يسلم عليكي؟
اتنهدت بضيق:قالولي انه طلع بس كنت لسه في الكلية، وبعدين هو من امتى بيمشي بدري كده مش فاهمة؟
رفعت كتفها:مهو مش بمزاجه، وبعدين انا مش فاهمة هو انتي ايه اللي مصبرك على الواد ده!، ده مفيهوش ميزة واحدة غير اني اخته!
بصتلها وللاسف ضحكت:تصدقي يانور انتي عندك حق، فعلاً اخوكي ده بارد وتنح ورخم ومعندوش ريحة الدم.
“هو ايه ده هو انا واقف من غير متشوفيني علشان اتهزق ولا ايه، احنا متفقناش على كده!”
برقت بخضة قبل ما اقوم والف ناحية الصوت،
راحت ناحيته نور اخته وهي بتضربه في كتفه:احسن علشان مترخمش عليها تاني مش عارفة انا بسمع كلامك ليه.
بصت ليا وهي بتشاورلي:طب انا نازلة بقى ياجوجو وانجزوا وبلاش نحنحة كتير علشان الفطار والسطح والجيران والفضايح وكده ها.
نزلت لتحت كنت بكلمه وهو جاي يقف قدامي:انت بتهزر على الصبح ليه انت هتصاحبني!
-لا والله ابداً ده انا هموت واتجوزك.
بلعت ريقي بتوتر وانا برفع صابعي ناحيته بتحذير وكالعادة بغيير الموضوع:متعملش معايا كده تاني يايونس انا بجد مش بهزر.
قرب مني خطوة كمان بهدوء وبنفس الابتسامة وهو حاطط ايده الاتنين في جيبه:انتي بتغيري الموضوع دايماً ليه ياجميلة؟
نزلت صابعي بتوتر:م..موضوع ايه؟
-جوازنا. حكاوي فيروزه
فضلت بصاله شوية قبل ما اتحرك من قدامه:عديني انزل يا يونس زمانهم محتاجيني معا…
قاطعني وهو بيقف قدامي تاني وابتسامته اللي كانت على وشه شبه بتختفي:كلميني زي ما بكلمك انتي بتجري ليه ومن مين؟ مني أنا!
اتنهدت بضيق:يايونس هجري منك ليه انا بس…
اتكلم بعد ما انا سكت وفضل شوية مستنيني اكمل كلامي لكن ملقاش نتيجة:ايوه انتي ايه؟ مش لاقي مبرر لكل اللي بيحصل ده ده اصغر عيل في العيلة عارف اني بحبك وان المفروض انتي كمان بتحبيني.
بصتله بانبهار:المفروض؟!
ابتدا ينفعل وهو بيتكلم:اه المفروض لأني مبقتش فاهم حاجة، كام مرة حوار خطوبتنا اتأجلت لاسباب تستاهل وحتى متستاهلش وكنت دايماً بقول براحتك ومفيش حاجة مستاهلة اني اضغط عليكي فيها، بس وبعدين يعني؟
ده كل يوم عن التاني بحس انك بترفضي الموضوع ده اكتر من اليوم اللي قبله!
لولا نظرتك ولهفتك عليا اللي عمرهم ما اتغيروا انا كنت هعرف اني مش في بالك ولا قلبك، انا محتاج افهم ياجميلة انا مبقتش فاهم حاجة!
دموعي اتجمعت في عيني جمعت نفسي اخيراً واتكلمت:سيبني يايونس انزل الله يخليك.
نزلت وسبته مش علشان حاجة لكن ببساطة علشان نفسي انا كمان افهم!
انا بحب يونس معنديش شك في ده، بس برضو معنديش مبرر للي بعمله… معنديش مبرر لخوفي رغم انه الشخص الوحيد اللي بيمثلي الأمان في الدنيا دي!
عدى على الموقف ده أربع شهور وستاشر يوم والبيه مش بيكلمني وبيتجاهلني بطريقة مضيقاني ومخلياني عايزة انفجر فيه بس للاسف موقفي مش مساعدني خالص، رغم اننا بيت عيلة واكلين شاربين نايمين سوا يعني حياتي مينفعش اقول عليها انها فاضية..الا انه من ساعة ما اداني ضهره وانا حاسة اني لوحدي!
=ما بصراحة هو معاه حق بقى.
سيبت كوباية الشاي من ايدي وانا ببصلها بصدمة:والله؟ من امتى وانتي مع اخوكي ومش معايا؟
مسكت الكوباية وادتهالي تاني:علشان دلوقتي مش بهزر وانتي عارفة ياجميلة انه مش علشان اخويا ده انتي عندي اغلى منه وربنا اللي يعلم..انتي مش بنت خالتي وبس!
اتنهدت وانا ببتسم:انا عارفة والله.. انا معنديش سبب يانور انا مش عارفة انا عايزة ايه!
=بس اكيد مش عايزة يونس يتجوز واحدة تانية يعني.
قلبي اتقبض من الكلمة، ليه عُمر ما الفكرة دي جت على بالي؟
وليه بتعامل معاه كأنه حق مكتسب رغم انه كل مابيمشيلي خطوة انا ببعد عنه عشر خطوات!
ايه اللي ممكن يصبر واحد على وضع زي ده حتى لو بيحبها وبيموت في دباديبها، انا مؤمنة جداً ان الحُب مش كفاية لنجاح اي علاقة..وان لازم يكون في تضحيات من الطرفين وساعات تنازلات كمان علشان المركب تمشي..وده على عكس ما انا بعمل مع يونس!
وكل ده تحت مبرر سخيف وهو “الخوف”.
بعد ما فوقت من كل افكاري دي بصتلها باستغراب:بس ليه بتقولي كده دلوقتي هو في حاجة انا معرفهاش ينور؟ حكاوي فيروزه
فضلت بصالي كتير قبل ما تقوم تقف:بقينا بعد المغرب والبيت كله سبقنا عند جدو فاروق حنة ليلى النهارده قومي يلا علشان نلبس ونروحلهم.
قومت وقفت قدامها:في حاجة ينور صح؟
مشيت من قدامي:انا راحة البس يلا ياجميلة.
-مش هروح.
لفت وبصتلي:وده ليه؟
-مش عايزة اروح ينور كده كده هنبقى بكرة عندهم من اول اليوم انا عايزة اقعد لوحدي شوية قوليلهم تعبت ودخلت نامت.
=هتفضلي في البيت ده كله لوحدك؟
سبتها ودخلت اوضتي وقفلت على نفسي بعد شوية جت وقفت ورا الباب وعرفت من كلامها انها هتروح وهترجع عالطول ومش هتتأخر، فضلت قاعدة انا ودماغي وافكاري شوية وهتخنقني،
مكنتش عارفة ان لمجرد التفكير انه ممكن يسيب ايدي ويروح لغيري هيوجع قلبي كده، بس الفكرة هنا انا عملت ايه علشان يفضل ماسك الايد دي؟!
خرجت للبلكونة اشم هوا كنت حاسة اني مش عارفة اتكلم وبمجرد ما هديت لمحت عربيته بتركن قدام البيت، كان راجع من شغله مكانش واخد باله اني واقفة من فوق وشيفاه فبمجرد ما دخل البيت لقيت نفسي نازلة على تحت.
قابلني على السلم فوقفنا انا وهو،
واقف قدامي مبيتكلمش ف اتكلمت انا بابتسامة:حمدلله على سلامتك.
-الله يسلمك، هما فين؟
=كلهم عند اخو تيتة..جدو فاروق ليلى حنتها النهارده.
هز ليا راسه وهو بيبصلي بهدوء، كان هيتخطاني ويعدي من جمبي وقفت قدامه تاني وانا بتكلم بسرعة:مش عايز تاكل؟
-لا مش جعان.
كان هيطلع تاني فوقفت قدامه تاني:بس الغدا كان بامية راجع نفسك طيب.
نزل سلمة تاني وهو بيتنهد:عايزة ايه ياجميلة؟
-عايزة اتكلم معاك.
سابني وطلع وهو بيتكلم:طيب هنام شوية وبعدين نبقى نتكلم حاضر.
سابني وطلع على شقتهم، معرفش ازاي بقيت بهون عليه كده!
طلعت وقعدت على السطح وانا بشكي للسما همومي كالعادة، معرفش عدى قد ايه بس مفوقتش من تركيزي في اللاشيئ الا لما حسيت بحاجة بتتحط عليا تدفيني تزامناً مع صوته:الجو برد وانتي مفيكيش نفس بتعملي ايه هنا!
فضلت عيني عليه لحد ما قعد جمبي وبعدين هو بص ليا..بقاله كتير مبصش في عيني كده!
-منمتش؟
-هو بصراحة حاولت بس قلبي مطاوعنيش.
-يونس أنا…..
كان مستني اكمل اللي هقوله ف اتكلم بتعب لما لقى ان سكوتي طول:انتي ايه ياجميلة انا نفسي اعرف.
ابتسمت:انا بحبك يايونس، دي الحاجة الوحيدة اللي انا متأكدة منها من كل افكاري الملغبطة دي.
ابتسم ابتسامته المُحببة لقلبي:نرتبها سوا وايه يعني.
اتنهدت واخيراً ولاول مرة انا هتكلم بجد!!
-دايماً عندي شعور اني مش مؤهلة للجواز عندي وسواس اني في الاغلب هفشل..علاقتنا هتسوء لدرجة مبحبش اتخيلها، طلاق بابا وماما مأثر فيا مش بس نفسياً بس انا دماغي وقلبي وعقلي وضميري مشيلني مسؤلية اني مينفعش اعيش ولادي الحياة اللي انا عيشتها ولا الشعور اللي انا عايشة بيه طول حياتي ده.. عارفة انك ولا انت بابا ولا انا ماما ومش بخاف منك انا مبطمنش غير بيك يايونس بس كل دي حاجات جوايا والله مش بايدي انا بخاف علينا وعلى اللي ممكن يحصل بعد كده مش بخاف منك.
-اللي بيفضل طول عمره خايف مبيعرفش يعيش ياجميلة.
اتنهدت:بس ده مش بإيدي.
-بس بإيدي انا.حكاوي فيروزه
ابتسمت وانا احساس الخوف اللي جوايا من ثواني شبه انه مبقاش موجود..
-يعني انتي عارفة انا بقالي قد ايه عايزة تتكلمي بكل اللي جواكي ده من غير ما انا اللي اضغط عليكي؟
مش مُجبرة تحاربي افكارك لوحدك انا موجود هنا علشان كده لو مش هتتكلمي معايا ونلاقي حلول سوا يبقى لازمة كل الحب والقلوب اللي بينا ده ايه؟!
الشخص الصح هو اللي بنظرة يخليك متطمن، هو اللي تروح ترميله كل المتاهات اللي في دماغك ونبدأ سوا نشوف حلول وندور على الطريق الصح-سوا-،
مكنتش متخيلة اني لو اتكلمت بس معاه اني هرتاح كده او ان حتى تلت اربع مخاوفي مش هتبقى موجوده!
بصتله بعد ما سمعت صوتهم من تحت وانا بقوم اقف:الهيصة دي اكيد جم تعالى ننزل يلا.
-امتى نتجوز ونمشي من البيت العالي ده بس ياربي.
رفعت كتفي:والله انت وشطارتك.
وقف ساكت بلا ريأكشن وكأنه لسه بيستوعب، على ما بدأ يستوعب كنت انا نزلت تحت خلاص، نازلة بكل مشاعر الحب والتفاؤل والبهجة اللي في الحياة، بجري منه اه في كل مرة السيرة دي بتيجي بس ولاول مرة مش بسبب الخوف او هروب!
وقف جمبي بعد ما نزل:اقولك على حاجة؟
بصتله:قول.
ضحك:انتي وحشتيني وأوي بصراحة.
…………..