اسكريبت
– يعني انت متأكد ؟
: افتكر
المهم حاولي ،و مكان ما تكون مشاعرك يكون قلبك !
اخدت نفس عميق و قالت ..
– مش عارفه ،خايفة مايتأثرش أو ما يحبنيش بعد كل ده !
عذابها من هلاكي ،
رواية اسكريبت مريم صابر
عشان كدا أنا جنبها بساعدها أو بساعد روحي فيها،
كان كـُلي يقين من استحقاقها الحب
من غير مجهود أساسا ،كان نفسي أقنعها من زمان بـ ده ..
: نجمة، احنا المفروض مش بنعمل حاجات عشان اللي بنحبه يحبنا،
لكن …”
كان سكوتي لحظتها سبب فضولها ..
– لكن ايه يا اكمل ؟ كمل !
مهما حاولت مش هتقتنع عشان كدا كان لازم اسكت ،عشان انا شخصيا مش مقتنع و مكمل رغم كل شيء ،
بعد تنهيدة قلت ..
: انا كنت شايف انك تعترفي اسهل و اريح ليكي و لقلبك !
بنبرة متألمة قالت و هي بتبص ناحية البحر ..
– مش هستحمل اعترف و اقابل الرفض أو يطلع مابيحبنيش،
ده ألم كبير عليـّا مش هستحمله مهما كانت الراحة في خروج مشاعري و اعترافي بيها!
في دي كان عندها حق، حسيت بيها جدا في كل كلمة قالتها لأنها بتعبر فعلاً عن حقيقة احساسي ..
مثيرة للشفقة أو الانبهار فكرة أن شخص بيحب من طرف واحد و بيساعد الطرف ده بكل قلبه عشان هو كمان طلع بيحب من طرف واحد !
: ايه الضحك ده !
قال بهدوء منبهر ..
– مش مصدقك بجد !
يعني بدل ما تخليها تحبك بتساعدها في حبها لواحد تاني ؟!!
بصيتلهُ بألم و كان علي لساني أقوله أن هو الواحد التاني ده ..
كان صاحبي قبل ما اعرفها و احبها و مازال صاحبي ، انا عمري ما قدرت أكرهه، يمكن بقيت زي ما علي بحر قال ..
“انا كل اللي تحبه نادرة حبيبي !”
عشان اثق تماما من بعد وضوح الأمر ليا من الجملة دي حقيقة اني فعلا بحبها بجد مش وهم هيختفي لـ مجرد استقرار عشقها ..
: لا مستحيل، لازم يتحول وهم مجرد ما اوصلها بيه !!
ابتسم بلـُطف قبل ما يقول ..
– ما تقولها يا اكمل، اعترف ! عالاقل هترتاح من فكرة انك قلت مشاعرك و سيبلها الاختيار !!
ضحكت بعفوية كبيرة فيها كل ألمي ..
: كإني روحي هي اللي بتتكلم و بتنصحني !
بـ عـجـب سأل ..
– انت قولتلها كدا ؟
و هي عملت ايه ؟ اكيد كرامتها ماتسحمش
انا عارف نجمة كويس !!
سرحت في فنجان قهوتها المطبوع عليه شفايفها اللي قصاد اكرم ..
: الموضوع عندها اكبر من الكرامة،
خصوصا و هي بتحب! شكلها حلو و متهور بس بعقل، في العادي تخطف القلب ،ما بالك و هي بتحب !!
كنت عايز اقول اكتر يوجعني و يصعب عليه حالي ،لكن عزة نفسي اكبر و أقيم خصوصا قصاد حبيب نجمة ..
| و لما يرحمني قلبك و يبان لـ عيني هواك و تنادي ع اللى انشغل بك و روحي تسمع نداك |
نفس الأغنية اللي اكتشفت بيها مشاعرها لـ أكرم و احنا علي النيل
بسمعها دلوقتي و معني كل كلمة فيها بقلبي،
كنت بحس زمان في صوت الست في الأغنية دي تحديدا بـ واحدة غلبها شوقها و عشقها،
و عذابها قاتلها في حبها اللي من طرفها هي بس!
– بتشرب شاي بنعناع و بتسمع الست اكيد،
هقتحم عُزلتك و افضفضلك كالعادة اللي حصلي اليومين اللي فاتوا!
ابتسمت تلقائي و بدأت اكلمها ..
: وحشتني حكاويكِ ،انا ليكِ ارض راحة و حرية احكيلي و انا سامعك !
رواية اسكريبت مريم صابر
ضحكت بخفة و هي بتقول ..
– انت ليه معايا؟
اوعي تقولي أن تفكير زيادة بسبب نص الليل ولا بدور علي نكد اكتر من اللي عايشة فيه!
سألتها بنبرة غريبة ..
: بتحبي ايه في اكرم يا نجمة ؟
بتوتر ظهر علي صوتها ..
– يعني ايه بحب فيه ايه ؟
انت مش قُلت قبل كدا أن الواحد بيحب لأن الحب سبب و نتيجة!
و أننا لما نحب حد بيبقي عشانه هو مش عشان عنده ايه ولا فيه ايه !!
اتنهدت بـ عصبية خفيفة و قلت ..
: و انا برضو اللي قلت إن مهما عملنا لحد بنحبه حاجات عشان يحبني مش هيحبني بسبب الحاجات اللي بنعملها ده لو هو فعلا كمان بيحبنا زي ما بنحبه !!!
همست بألم فيه كل الحقيقة ..
– مش كل حاجة بتخصع لحساباتنا حتي مشاعرنا بتفاجئنا دايما!
انا ماعرفش اكرم بيحبني ولا لا!
بس انا ممكن اتفاجيء بمشاعره اللي مش ملموسة ولا واضحة !
بصعوبة سألت بفضول ..
: هتعملي ايه لو طلع الشعور متبادل ؟
و رغم اني عارف ان اكرم معندوش مشاعر ليها، حبيت اعرف منها الإجابة ..
– رغم اني مش متخيلة ده حقيقي،
افتكر اني هفرح، اي حاجة لما بتكون متبادلة بتضمن استمرارها! ..
كل حقيقة بتطلع منها بتوجع مشاعري،
و مع ذلك انا معاها و برغم عدم راحتي انا طالب ليها كل الراحة ..
– بس انا عايزة اسمعك،
فاكر البنت اللي قالي عليها اكرم و احنا في الحفلة اللي كانت علي النيل ؟
بعجب سألت ..
: اه فاكرها! مالها ؟
بنبرة غامضة كان سؤالها ..
– لسه بتحبها ؟
مجرد ما سمعت السؤال ده تحديدا نسيت أنا بتكلم مع مين أساساً ،عشان تلقائي اسرح فيها و ارد ..
: كل يوم بحبها اكتر من اللي قبله ،
رغم والله بحاول ابعد مشاعري باللي بعمله عشان محبهاش و مش عارف ابطل !
ادمان حلو و لذيذ و مؤلم و انا راضي مادام بيني و بين نفسي،
مش عايز اكتر من كدا أو يبقي خيال مني لو حلمت بالأكتر من كدا،
من سبع شهور سجنتها معايا في عالم أحلامي و مابقاش طموحي تكون ويايا في الواقع حقيقة !
ساد الصمت بنا ثواني في ترقب مني لردها و انا بشكر ربنا اني موقعتش بلساني و ذكرت اسمها ..
– لسه عند رايي أنها مش واحدة عادية لكنها اقرب لنجوم السما ،كفاية انها عرفت تخليك تحبها!
وصفت نفسها بـ أقل وصف من الموجودين جوه قلبي ليها ،سألت بتفكير ..
– هتقضي عيد ميلادك فين السنة دي ..؟
ناوي تسافر زي كل سنة بعد ما نحتفل بيك و ترجع علي الكريسماس ؟!!
بصيت لـ تذكرة الطيران علي الترابيزة بحسم و انا بقول ..
: هسافر فعلا ،
بس مش هرجع تاني خلاص !
بعدم فهم قالت ..
– يعني ايه الكلام ده ؟ انت قررت تهاجر يا اكمل ؟
ازاي ؟ فجأة كدا ؟
همست بتأثر و حزن كبير ..
: كل ده علشانها ؟؟!
انت فاكر كدا انك كدا هتنساها يعني ؟
قولي هي مين و انا هكلمها ! مستحيل اسيبها تكون سبب في بعدك عني ،اقصد عننا !!
ابتسمت بـ ألم و انا بتمني أن معني كلامها يكون حب ليا مش اعتبار اني صاحبها الأقرب و خايفة من بعده عنها ..
: انا جهزت كل حاجة و الأكيد انك هتكوني اخر حد اشوفه في البلد لانك أنتِ اللي هتودعيني !
بنبرة أثرت عليها الدموع قالت ..
– انا ولا صاحبتك ولا اعرفك، و مش هاجي اودعك يا اكمل !
ابتسمت و انا متأكد من وجودها ،يقينـًا أنها مش هتفوت فرصة وداعي الاخير ..،
اتفرجت علي كل صورنا من اعدادي و رغم توحدي
و انعزالي كانت أقرب ليا من كل صحابي !
اهتمامها بالكل ،لطفها في كل كلامها، حبها لتفاصيل لمستها فيها عاملة فرق،
او يمكن هي الفرق الحقيقي في حياة اي حد تدخله !
لدرجة اني مش عارف اشبها بالورد ولا الفراشات ولا الاتنين مع بعض ..
“انا جاية عيد ميلادك عشان مش هعرف افوته ،خصوصا أننا من وقت ما بقينا صحاب و احنا كل سنة نحتفل بيه،
بس مش هاجي معاك المطار، انت عارف اني بكره الوداع و اكيد انت مش هتسمح احس بالشعور القاسي ده يا اكمل !”
قبل ما اغمض عيني براحة نفسية و اهرب لعالم أحلامي كنت مستني المسدچ بتاعتها عشان اقدر فعلا انام و أنا مرتاح!
| ها افضل أحبك من غير ما أقولك إيه اللى حير افكاري لحد قلبك ما يوم يدلك علي هوايا المتداري |
مش منتظر ياست حد يدلها علي حبي اللي ماتعرفش عنه شيء،
كفاية عليـّا اني بحبها حتي لو بيني و بين نفسي !
هزيت راسي و قلت بعد تنهيدة ..
: خلي بالك منها يا اكرم!
هي بتعزك جدا ،انت اللي باقي ليها من بعدي و مع الايام هتفهم معني كلامي كويس !
و رغم حزنها العميق من نظراتها ليا و عدم تركيزها نهائي مع اكرم،
إلا إني كنت واثق أن ده طبيعي عشان رحيلي الابدي أو لأجل غير مسمى ..
– ماتمشيش و انا اخلي النجوم تحبك !
ابتسمت لبراءة روحها و انا نفسي اضمها لصدري و اشبع من وطني في حضنها،
و كإن الغربة اللي رايح ليها من مكان لمكان لكن منها للجحيم ..
: في الوقت اللي هكون هناك بعدهم،
أنتِ مش هتفتكريني يا نجمة و هتكوني مع اكرم خصوصا اني وصيته عليكي،
و واثق أنه هيفهم مشاعرك و يقدرها و يحبك !
ملامحها مافرحتش ولا حتي ابتسمت و الحضن اللي فكرت أنه مش من نصيبي وهبته ليا بكل قوة ممزوجة بدموع كتيرة ..
: هتوحشني اوي يا كمل، اوعي تنساني !
منعت ايدي بأعجوبة أنها تضمها بعد ما ابتلعت صدمة حضنها ليا ..،
غمضت عيني بألم ملوش وصف عشان تنزل دمعتي الوحيدة بكل قهر و حسرة !
– عمري ما اقدر انساكي يا نجمة مهما حصل !!
كان فاضل ساعة علي طايرتي ،فكرت اخد اخر كوباية شاي بنعناع هشاركه مع نفسي للابد ،
و نفس الأغنية الجحيمية بتطاردني و كإنها عذابي الأبدي في عالم الحب من طرف واحد ..
| وأقول لك ع اللى سهرني و أقول لك ع اللى بكاني و أقول يا قلبي ليه تخبي و ليه يا نفس منعاني |
: عشان مابقاش هينفع ياست،
انا نصيبي كدا مع المستحيل دايما واقع!
هفضل اخبي للابد اجباري و من غير ما نفسي تمنعني!
– بتمنعها عني انا يا اكمل ؟
كان صوتها اللي اقدر أطلعه من وسط 7 مليار صوت ،كانت هي نجمة ! بس ازاي ؟؟
– مش جاية اودعك ،انا جاية امنعك تمشي !!
بعدم فهم قررت انهي مراهقتها ..
: و انا مش هرجع مهما حصل!
اخدت شنطتي و اتجهت لباب المطار ..
– حتي لو قولتلك اني .. اني بحبك!
اتسمرت رجلي في مكانها، و الزمن ثابت لحظتها عشان الاقيها قصادي في لمح البصر ..
: أنتِ بتقولي ايه ؟؟؟
بعيون بتلمع ليا انا ،و بشغف قالت ..
– اكرم حكالي كل حاجة ،
عرفت انك بتحبني انا ،زي ما بحبك بالظبط !
اصبحت دقات قلبي بطيئة و سريعة في نفس الوقت ،سألت بترقب ..
: يعني ايه ؟ أنتِ مش بتحبي اكرم ؟؟
ضحكت بخفة و قالت ..
– كنت فاكرة انك بتحب واحدة غيري من طرف واحد زي ما بحبك كدا،
و كنت عايزة ابقي حواليك و معاك و اساعدك كمان ،المهم ابقي في حياتك حتي لو صاحبتك بس، فشغلتك بحدوتة وهمية تساعدني فيها
عشان آلاقيني بحبك اكتر لحد ما عرفت الحقيقة انهاردة من اكرم!
كنت بسابق الزمن و ايدي علي قلبي من فكرة انك تكون سافرت و سيبتني !!
كنت فاكر اني هصحي كالعادة من الحلم لاني افتكرت اني في حلم و هصحي منه لكن حضنها العفوي ليا اكدلي حقيقة وجودها و اعترافها ..
– اكرم ده عامل زي البوليس اللي بيجي دايما متأخر في الافلام ،
يمكن احنا صعبنا علي القدر و قرر يصالحني بيكِ من كل اللي حصل و انا بحبك بيني و بين نفسي !
ضميتها لصدري بكل الراحة و الحرية و المرة دي معاهم الحب ،عشان تتحقق و اخيرا الاحلام الوردية في اغاني الست للحب ..
| يا حبيب امبارح و حبيب دلوقتي، يا حبيبي لبكرة و لآخر وقتي |