رواية في قبضة الأقدار الفصل السادس والثمانون 86 بقلم نورهان آل عشري – مدونة كامو


رواية في قبضة الأقدار الفصل السادس والثمانون 86 بقلم نورهان آل عشري

رواية في قبضة الأقدار الجزء السادس والثمانون

رواية في قبضة الأقدار البارت السادس والثمانون

في قبضة الأقدار
في قبضة الأقدار

رواية في قبضة الأقدار الحلقة السادسة والثمانون

الأنشودة السادسة و الثلاثون 🎼 💗

لا تقل تغيروا بل قُل سقطت اقنعتهم المُزيفة .
2

لا تقُل لما تبدلوا ليُصبحوا بهذا السوء ؟

قُل انقشعت الغمامة من على عيناي فصِرت أرى حقيقتهم جيدًا ، فهذة هي وجوههم الحقيقية و تلك الصورة الرائعة التي كُنت تراهُم بِها ليست سوى إنعِكاس لروحك التي كانت أنقى من أن تُلوثها قذارتهم .
21

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

تبادل الرجلان النظرات لثوان قبل أن يقول «مروان» بسخرية

_ والله عيب عالنجوم و الكواكب اللي على كتافك دي . تقبض على مين يا ابني ! دا عضو مجلس شعب ! هما أمثالكوا اللي ضيعوا البلد .
10

بادله «مصطفى» سخريته قائلًا

_ محدش فوق القانون يا حضرت . مش معنى انه عضو مجلس شعب أنه ميتحاكمش لو ارتكب جريمة !

تدخل «طارق» القادم من الخلف ليقول بسخرية

_ طب و بالنسبة للحصانة اللى معاه يعمل بيها ايه ؟

تهكم «مروان» بوقاحة

_ انا عارف يعمل بيها ايه بس طبعًا عمري ما هقول عشان الكبير ممكن يدفني حي .
20

لم يستطِع «سالم» قمع ضحكة خافتة ظهرت على محياة ولكنه سرعان ما عاد لـ جموده حين استمع لحديث« مصطفى» الذي تابع بتسلية

_ الحصانة بتسقط لما سيادة النائب يرتكب جريمة بشعة زي دي .

اندفع «مروان» ساخرًا

_ هي لحقت سقطت دي الولية لسه متكلتش ! الحياة في مصر بقت سريعة جدًا ياخي.
9

أردف «طارق» بتهكم

_ سريعة و مُريبة .

تدخل «سالم» بجفاء

_ بس انت و هو . اتفضل معايا يا حضرة الظابط .

_ أوباش .
9

هكذا تحدث «مصطفى» مازحًا بخفوت موجهًا حديثه إلى كُلًا من «طارق» و «مروان» قبل أن يتوجه برفقة «سالم» إلى رُكن مُنعزِل ليقول الأخير باستفهام
5

_ حصل ايه يا مصطفى ؟
8

_ طبعًا سيادتك عارف بالبلاغ اللي جالنا من يومين باختفاء ضحى و أنها كانت في اسماعيلية في المزرعة الخاصة بـ عيلتكوا و بعدها اختفت و أهلها فقدوا أي تواصل معاها ، و امبارح المستشفى بلغتنا باللي حصل في عربيتك و الجثة اللي كانت جواها . من نص ساعه بالظبط اتقدم بلاغ للنائب العام برفع الحصانة عنك مُرفق بفيديو ليك وانت بتعذب المجني عليها ، و بناءً عليه احنا هنا .
7

صُدِم «سالم» عند سماعه كلمات الضابط ولكنه سُرعان ما تجاوز صدمته ليقول بجفاء

_ الفيديو دا مليون في المية متفبرك ، و دا مش صعب إثباته.

«مصطفى» مؤيدًا حديثه

_ دا شيء مؤكد ، و دا يخلينا نعرف أن اللي عمل كده قصده الشوشرة على حضرتك و إثارة فضيحة .

«سالم» بحنق

_ أو أنه يلهيني .

«مصطفى» بتفكير

_ جايز ، و عمومًا ضحى لسه عايشه و على الرغم من أنه مُستحيل بس عندنا أمل انها تفوق و نعرف منها مين عمل فيها كدا ؟

«سالم» بتهكم

_ و تفتكر اللي عمل فيها كدا هيسيبها تفوق أو تقول حرف !

_ في كل الأحوال احنا كنا لازم هنسمع أقوالك في اللي حصل لإنها كانت في عربيتك ، و عمومًا احنا احنا فرغنا كاميرات المستشفى و اللي بتوضح انك كنت متواجد هنا الأيام اللي فاتت كلها . كمان محاولة قتل سليم دي جت في صالحك لإن التزامن بينها وبين حادثة العربية أكيد مش صدفة .

«سالم» باستفهام

_ قدرتوا تستجوبوا الحيوان اللي عمل كدا ؟

«مصطفى» بتهكم

_ الحقيقة لا ، والبركة في طارق افندي وفعله سنانه و لخبطله معالم وشه . اول لما يقدر يتكلم هناخد أقواله .
6

«سالم» بجفاء

_ انا واثق انكوا مش هتعرفوا تطلعوا منه بحاجه . أن مخلصش عليه.

_ والله يا سالم بيه احنا بنعمل أقصى ما عندنا . زي ما انت عارف الوضع حساس ، و أي غلطة مش في صالحنا خصوصًا بعد بدأنا نمسك خيوط شبكة المخدرات بتاعتهم . دي فيها ناس تقيلة اوي .
4

«سالم» بحنق

_ ناس معندهاش ضمير . المهم انت اكيد عارف هتعمل ايه . لو في جديد بلغني .

_ حاضر ، و متقلقش احنا زودنا المراقبة حوالين المستشفى و جواها كمان .

«سالم» بخشونة

_ ربنا يستر .

ودع« سالم» «مصطفى» ثم عاد أدراجه إلى حيث يقف كُلًا «طارق» و «مروان» الذي قال بتهكم

_ ايه دا هو صاصا مشي ! ياخي كنت عايز أرخم عليه شويه.
10

«سالم» بحزم

_ مش طالبة سخافة عشان أنا قرفان .
5

«مروان» بسعادة تجلت في ملامحه

_ أما انا بقى سعيد و فرحان وانا مُتخيل نوجا وهو بيتفرج على شريط الفيديو الرهيب اللي انا بعتهوله . ياه لو كان ممكن اشوف وشه دلوقتي!
4

«طارق» بملل

_ على فكرة ناجي مكنش عاشقها يعني عشان يزعل ، و ممكن ميتأثرش بيه اوي .

«مروان» باندفاع

_ ازاي يا ابني ميتأثرش بيه ؟ دا فيديو مؤثر جدًا . انا انفرجت عليه ييجي تلتميت مرة و كل مرة بتأثر .
14

ناظره الرجلان بحنق فـ رسم ابتسامة بلهاء على ملامحه ليقول «سالم» بجمود

_ اللي هيوجعه المخدرات ، و بعدين ناجي اكتر واحد قلبه أسود في الدنيا . يعني حتى لو هي متفرقش معاه لازم هـ ينتقم ، و احنا المفروض نستغل دا .
3

جاءهم صوت جاف من خلفهم

_ و ياترى هتستغلوه ازاي ؟

كان هذا صوت «هارون» و بجانبه «صفوت» الذي أومأ برأسه إلى« سالم» ففهم الأخير ماذا يقصد لـ يتواجه مع «هارون» قائلًا بخشونة
3

ـ حمد لله عالسلامة .

«هارون» بجمود

_ الله يسلمك .

سالم باستفهام

_ ناوي على ايه ؟

لونت الحيرة معالمه إضافة إلى خيبة الأمل التي تجلت في صوته حين قال

_ مش عارف .

«طارق» بجفاء

_ لازم تعرف وتحدد موقفك . يا معانا يا علينا .

رمقه« هارون» باستخفاف قبل أن يوجه حديثه إلى «سالم» قائلًا بجفاء

_ عايز أشوف اخواتي هما فين ؟

أجابه «مروان» بسخرية

_ قاعدين يندبوا جنب جنة قدام أوضة سليم .
11

ظهر الخزي بعينيه يُنافي لهجته حين قال بجمود

_ اتأكدت أن هو اللي عمل كدا ؟

أومأ «سالم» بصمت فأضاف« مروان» ساخرًا

_ اتأكدنا و بس ! دا البيه كان متصل يشمت كمان.

استفهم «سالم» قائلًا

_ انت كنت مصدقه ؟

احتار بماذا يُجيبه فما أخبره به كان قاسيًا مُروعًا للحد الذي جعله يتمنى لو أنه كان كاذبًا و حين تأكد من كذبه تفشت لعنات الحزم بقلبه إضافة إلى الخزي من ذلك الوالد الذي تمنى دومًا أن يتعرف إليه ليتفاجأ بأنه أسوأ أب على الإطلاق .

زفر بقوة وهو يحاول التغلب على ذلك الحريق الناشب بداخله ليقول بجمود يُنافي لوعة قلبه

_ في الأول لما سمعت منه . اتمنيت يكون بيكذب . ماهو مفيش أم تكون بالبشاعة دي ، ولا أهل يكرهوا ابنهم كدا ، و بعد لما اتأكدت انه بيكذب اتمنيت لو كان في حاجة واحدة صح قالها . حاجة واحدة تشفعله و تخليني اقدر اسامحه.
5

تشارك الرجال الأربعة في شعور الشفقة على ذلك الولد الذي لم يكُن سوى ضحية أخرى لذلك الشيطان الذي لم ينجو من بطشه أحد .

تحدث «مروان» بلهجة ودودة بعض الشيء

_ بص متدورش عشان مش هتلاقي . اللي زي دا جاي الدنيا يرازي في خلق الله و بس . اسألني انا .
6

«هارون» باستفهام

_ و أنت كمان ؟ ليه عملك ايه ؟

«مروان» بقهر

_ عقدلي امك ، و مطلعه عليا كل حاجة وحشة عملها فيها. يا ستي انا مالي . يا ستي سبيني اتجوز انا و البت اللي هـ تخلل جنبك دي . مفيش فايدة .
14

ابتسم الجميع فتدخل «صفوت» قائلًا بسخرية

_ لا دا مروان عادي . اتعود عليه كدا .
3

استفهم «هارون» بحرج

_ هو فعلًا موضوع جوهرة و ألبرت دا ؟

اجابه «سالم» باختصار

_ صحيح .

«هارون» باستفهام

_ عرفتوا ازاي ؟
1

تولى «طارق» الإجابة هذه المرة

_ لما كنا مراقبينكوا في ألمانيا و سمعناها هي وناجي بيتخانقوا يومها راحت لـ ألبرت بالليل أوضة نومه ، و من اول ما جه مصر و هي بتتواصل معاه.

اومأ برأسه قبل أن يُطلِق زفرة حادة من جوفه ليقول بعدها بحزن

_ ناويين على ايه معاه ؟

أعاد «سالم» صياغة السؤال قائلًا

_ انت ناوي على ايه ؟

امتزجت الحيرة مع اليأس في عينيه قبل أن يحسم قراره قائلًا بجفاء

_ هقولك زي ما قولتله قبل كدا . مش هأذيه حتى لو كان أسوأ راجل في الدنيا . دا ابويا مهما كان
3

صيحات استنكار خرجت من فم «طارق» و «مروان» بينما ظفر «صفوت» حانقًا ليقطع «سالم» الحديث قائلًا بحسم

_ و أنا مش هطلب منك كدا ، ولا انا كمان هعمل كده . أبوك مسابش فرصة لحد يأذي . هو أذى الكل و أولهم نفسه .

لم يُريحه حديث «سالم» و لكنه آثر تغيير الحديث حين قال

_ على فكرة . هو مش هيصدق بسهولة أن ألبرت يخونه .

«سالم» بخشونة

_ هيصدق لما يشوف بعينه .

«هارون» بصدمة

_ يعني ايه ؟ انت ..

تدخل «مروان» قائلًا

ـ احنا مصورينهم ، و هما في اليخت بتاعه هنا في مصر.

«هارون» بصدمة

_ لحظة واحدة . يعني هي خرجت تقابله وهي هنا ؟ طب ازاي ؟

اجابه «سالم» قائلًا

_ من أول ما ألبرت جه مصر وهي على تواصل معاه لحد ما طلب منها أنها تقابله ، و تاني يوم دا رامي الحارس اللي كان ناجي مجنده في القصر كان نازل السوق هو و الحاجة نعمة اللي شافت جوهرة رايحه الجراچ ، و قالتلي ، و راقبناهم لحد ما نزل نعمة في السوق و نزلها هي في شارع جانبي بعيد عن السوق شويه كان مخبيها في شنطة العربية عشان نعمة متشوفهاش و بعدها جتلها عربية وصلتها اليخت بتاعه و بعد تلت ساعات رجعتها تاني مكان ما نزلها رامي اللي كان مستنيها هناك .
1

وضع« هارون» يده فوق رأسه فقد توالت الصدمات فوق رأسه فقد كان يتمنى لو أن الثلاث سنوات الماضية تنمحي من حياته ، ولا يتعرف لذلك الرجل أبدًا فقد كان يكفيه ذلك الأب الروحي الذي رباه على كل شيء جيد ليتفاجأ بأنه ابن أسوأ شخص بالعالم و الذي يتوقع منه رد فعل مروع لما حدث ، فما أن يرى ذلك التصوير الذي يتحدثون عنه حتمًا سيُقيم القيامة.
4

اللهم ربّ السموات، وربّ الأرض، وربّ العرش العظيم، ربنا وربّ كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرِّ كل ذي شرٍّ أنت آخذٌ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنَّا الدَّيْنَ وأغننا من الفقر.♥️
30

★★★★★★★★★★

و بالفعل كانت الجدران تهتز من صرخاته حين شاهد ذلك المقطع الفاضح لتلك الحقيرة و هذا الخائن فقد كان يومًا سيئًا منذ بدايته حين جاءته هذه المُكالمة التي كانت بداية الحريق
2

عودة للأمس

_ انت بتستعبطني يا ناجي ؟ مش عارف انت بتتعامل مع مين ؟

«ناجي» بفزع

_ في ايه يا حجاج ؟ حصل ايه ؟

صاح الرجل بصوت جهوري يحمل وعيد و تهديد صريح

_ حصل ايه ؟ انت عبيط ولا بتستعبط ! فاكر انك ممكن تضحك على حجاج الوالي ! دانا ادفنك حي ولا انك تستغفلني . الظاهر انك خلاص راحت عليك ، عايز نهايتك تبقى سودا ، و انا عنيا ليك . هخليها أسوأ مما تتخيل .

لم يعُد يحتمل ما يحدُث لذا صاح بانفعال

_ هتقعد طول اليوم تهدد من غير ما تعرفني حصل ايه؟

«حجاج» بجهامة

ـ بقى انا تلبسني العمة و تبعتلي دقيق بدل المخدرات ! فاكرني فاتح فرنة ! اسمع لما اقولك . الخمسين مليون بتوعي يرجعولي النهاردة لو عايز تفضل عايش لبكرة ، و متفكرش اني هصهين عالحركة دي ! لا . انا ما عاش ولا كان اللي يغفلني ، و اللي حصل دا الكُبار لازم يعرفوا بيه .
5

جن جنونه حين استمع لكلمات «حجاج» ولم يُصدق ما حدث لذا صاح بغضب

_ دا انت بقى اللي بتستعبطني . أنت فاكر ان انا اهبل عشان اصدق كلامك دا ! تلاقيك عامل الحركة دي كلها عشان تلهف الفلوس و المخدرات ! لا مش انا اللي يتعمل معايا كدا . فوق . انت عارف كويس انا مين و انت بتتكلم مع مين ، و الكُبار اللي انت بتهددني بيهم دول انا معاهم من سنين و عارفين شغلي كويس .

دق الرعب أوتاده في قلب «حجاج» الذي هدأ انفعاله و لانت لهجته قليلًا حين قال

_ انا مش هضحك عليك . الشحنة زي ما هي تقدر تبعت الراجل بتاعك وهو يتأكد بنفسه . انا أكيد مش هضر نفسي . انا محتاج الشحنة دي وانت عارف كدا يبقى مش هوقف حالي ، ولا هفكر انصب عليك ما انت اكيد هتعرف .

حديثه مقبولًا بالنسبة إليه وهو يعلم أن هذا «الحجاج» أضعف من أن يُلفِق كذبة مثل هذه لذا قال بجفاء

_ هبعتلك راجل من بتوعي يتأكد بنفسه و ياويلك لو كنت بتكذب عليا .

اغلق الهاتف و قام بالاتصال «بألبرت» لـ يأمره بضرورة التحري عن الأمر و ماهي الا ساعة واحدة حتى أتاه اتصالًا هاتفياً منه

ـ ماذا حدث ألبرت ؟

_ الرجل مُحِق سيد ناجي فـ المخدرات تم استبدالها.

أطلق صرخة عالية و أخذ يُطلِق السُباب دون الوعي ليُتابِع« ألبرت» قائلًا بعملية

_ بدلًا من السباب و إطلاق اللعنات علينا أن نُعيد للرجُل أمواله حتى لا تهتز صورتك أمام الرؤساء ، و بعدها لنُعاقب من فعل ذلك .

«ناجي» بحنق

_ اقسم سأدُق عُنق ذلك الحقير الذي تجرأ و لعب معي هذه اللعبة القذرة .

«ألبرت» بقسوة

_ إذن لنبدأ بفعل ذلك الآن .

«ناجي» باستفهام

ـ ماذا تقصد ؟ هل تعرف من فعل هذا ؟

_ و من غيره ؟

«ناجي» بتفكير

_ اتقصد سالم الوزان ؟

«ألبرت» بتأكيد

_ نعم . اعتقد أنه استغل مرضك المزعوم ليضرب ضربته ، فهو بالتأكيد يعلم خطورة هذا الأمر في عالمنا ، و بهذا يضمن أنه سيقضي عليك بسهولة و دون أن يتدخل.

بدا كلامه مُقنعًا كثيرًا لذا اهتاج «ناجي» قائلًا بانفعال

_ ذلك الحقير . أقسم سأقتله بأبشع الطُرق .

«ألبرت» بقسوة

_ الموت رفاهية كبيرة لا تمنحها بسهولة . سأُرسِل له تحية خاصة ستجعله يُفكِر كثيرًا قبل أن يعبث معك مرة أخرى .

«ناجي» بحنق

_ ماذا ستفعل ؟

_ ساجعله يتحسر على طفله ، فإن كان الحظ معه مرة و نجت زوجته فلن يكون معه دائمًا و لن ينجو الرضيع .

ابتسم «ناجي» بشر

_ أعجبتني الفكرة كثيرًا ، و أنا سأُرسِل له هدية لـ يلتهي بها و لتُجهِز على ذلك الاسم البغيض إلى الأبد .

عودة للوقت الحالي

صاح« ناجي» وهو يقوم بضرب الطاولة أمامه لتنقلب و يتناثر كل ما فوقها وهو يصيح بصوت جهوري هز أرجاء القصر

_ اه يا ابن الكلب . والله لهوريكوا النجوم في عز الضهر ، و هعرفكوا مين هو ناجي الوزان .
6

اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لي من كل شرٍّ♥️
35

★★★★★★★★

لا يمُر الليل مرور الكِرام على العاشقين فإما أن يأتي حاملاً الحنين في جعبته أو يأتي مُحملًا بـ نوبات شوقٍ ضارية تُزعزِع ثبات أعتى القلوب فكيف بقلب رهيف على غرارها ؟

ليلة طويلة مرت عليها وهي حاملة بقلبها جمرات الحنين و الشوق ، حنين لوجوده وشوق لرؤيته . و كلاهما أشد و اقوى من الآخر ولا قدرة لها على مقاومة ايًا منهما وحين لجأت للنوم تخلى عنها لتقضي ليلتها برفقة طيفه الذي لا يُفارقها أبدًا إلى أن أتت الفتيات إليها لتقوم «سما» باحتضانها قائلة بمواساة
2

_ أن شاء الله هيخف و يقوم بالسلامة.

«جنة» بخفوت

_ أن شاء الله.

ارتجفت شفاه «سما» دلالة على مقاومتها رغبة مُلِحة بالبكاء لتتعثر الحروف فوق شفتيها حين قالت

_ حقك عليا . لو بإيدي اخد تار سليم منه هعمل كدا و مش هتردد ثانية . لو كان ينفع افديه و اخد الطعنة دي مكانه والله ما كنت هفكر ثانية واحدة . صدقيني يا جنة

احتوتها «جنة» بين ذراعيها وهي تشعر بالألم و الشفقة على حال تلك الفتاة التي تتلخص مأساتها في هذه الحياة في والدها

_ متقوليش كده يا سما . أنتِ ذنبك ايه ؟

«سما» من بين عبراتها

_ على الأقل مش هسمع اسمه و لا سيرته تاني . هتخلص من العار اللي ملاحقني طول مانا بنته.

اقتربت «شيرين» تربت برفق على خصلات شقيقتها وهي تقول بأسى

_ احنا مجروحين زيكوا و اكتر يا جنة ، و في نفس الوقت خايفين نقرب منكوا لا تلوموا علينا ، أو تحملونا ذنبه .
6

«جنة» بلهفة

_ اوعي تقولي كده . احنا كلنا في مركب واحدة ، و احنا عارفين قد ايه انتوا اكتر ناس اتأذيتوا منه . محدش فينا عمره هيلوم عليكوا ولا هيفكر يشيلكوا ذنبه .

همست «سما» من بين عبراتها

_ احنا بنحبكوا اوي والله يا جنة . ياريت لو في أيدينا اي حاجه نعملها عشان نمنع أذاه عنكوا بس احنا حتى مش قادرين نمنع أذاه عننا .
2

لم تعرف «جنة» بماذا تخبرها فقامت بضمها بيد و بالأخرى «شيرين» التي كانت لا يقل حالها عن حال شقيقتها فقد كان حالهم مُحزِن و خاصةً لذلك الثُلاثي الذي كان يُناظرهم بقلب ينفطر ألمًا على وجعهم و قد كان شعوره مختلف تجاههم فمن بين كل تلك المآسي أصبح لديه أم تُعاني من العذاب و الذنب وشقيقتان بقلب مكسور و شعور عارم بالخزي من أفعال والدهم و قد كان يتشارك مع الجميع في شعورهم لذا عزِم على مساندتهم جميعًا وهو أولهم .

_ مهما حاولنا أننا نبعد عنهم الإحساس بالذنب مفيش فايدة . شايفين أنهم عشان بناته يبقى يتحملوا نتيجة أفعاله.

هكذا تحدث «طارق» بلهجة خافتة و لكن حزينة و أيده« مروان» قائلًا بأسى

_ ياخي صعب اوي لما بنتين زي الورد ينطفوا بالشكل دا بسبب أبوهم ، و يبقوا كارهين يسمعوا اسمه . بدل ما يكون هو سندهم في الدنيا دي يكون هو سبب خوفهم و كسرتهم بالشكل دا !
4

كانت كلماتهم كالخناجر تُمزِق قلبه فهو مثلهم . يشاركهم الشعور بالذنب و الخزي من ذلك الرجل ، و لكنه لا يملك رفاهية الإنهيار و لا البكاء لذا تجاهل حديثهم و تقدم الى حيث تقف الفتيات فأثار وجوده حفيظة الجميع و تبلور الترقُب في نظراتهم ليقترب« مروان» يحاوط كتف« سما» و كذلك فعل« طارق» مع «شيرين» فتجاهل فعلتهم و وجه حديثه الى «جنة» قائلًا بنبرة جامدة

_ الف سلامه عليه . أن شاء الله يخف و يرجع أحسن من الأول .

ابتسامة بسيطة ارتسمت على شفاهها قبل أن تقول بنبرة هادئة

_ الله يسلمك . أن شاء الله .

شعرت «جنة» بالحرج من وجودها بينهم ف قالت بخفوت

_ انا هدخل اطمن على سليم عن اذنكوا .

دلفت إلى داخل الغرفة تاركة المجال للجميع بالحديث ليتحدث« هارون» موجهًا حديثه إلى «شيرين» قائلًا بلهجة هادئة
1

_ اذيك يا شيرين .

«شيرين» بتحفظ

_ الحمد لله.

التفت لينظر الى« سما» قائلًا بنفس لهجته

_ عاملة ايه يا سما ؟

«سما» بخفوت

_ كويسة .

ارتفعت نظراته لتتفرق بين الشقيقان ليقول بجفاء

_ عايز اتكلم مع اخواتي على انفراد .

نظر كلًا من «طارق» و «مروان» إلى بعضهم البعض ليقول الأخير باستنكار

_ اخواتك و على انفراد ! دانا اللى جوزها من قبل ما نعرفك مقعدتش معاها على انفراد .
8

و أيده «طارق» قائلًا بجفاء

_ انفراد ايه و بتاع ايه ؟ ما تتكلم قدامنا . هو احنا غُرب !

لم يُجيبهم انما نظر إلى شقيقتاه وهو يقول بنبرة جادة

_ ياريت كل واحدة تطلب من جوزها يسيبنا نتكلم على راحتنا. ممكن ؟

اغتاظ الرجلان من حديثه بينما شعرت الفتيات بفضول كبير للتحدث معه و التعرُف إليه لذا ما أن هم «طارق» بالحديث حتى باغتته «شيرين» قائلة

_ طارق معلش تسبنا شويه شويه ؟

هتف «مروان» بتشفي

_ يالهوي عالكسفة اللي انت فيها يا حازم حازم . تسبنا شويه ! مفيش بربع جنية سيطرة خالص كدا !
5

اغتاظ «طارق» من حديثه و ما أوشك على الرد فاجأته «سما» حين قالت بخفوت

_ و ياريت انت كمان تسبنا لوحدنا يا مروان !
10

شهق« مروان» بصدمة

_ نعم . انت كمان تسبنا يا مروان ! يخربيتك . بت أنتِ احنا مش لسه فاتحين صفحة جديدة امبارح ياللي تتفتح دماغك أنتِ . ايه ذاكرة السمكة ! بتبعيني في أول محطة على طول كدا يخربيتك .
11

«سما» بتوضيح

ـ مش ببيعك والله بس ..

قاطعها« هارون» الذي قال بصرامة

_ ياريت بلاش كلام كتير مالوش لازمة . طلبت منك بكل ذوق تسبنا لوحدنا . اتفضل يالا .
2

عض «مروان» على شفتيه بحنق وخاصةً حين شاهد نظرات التشفي من قبل «طارق» ليتوعد لها من بعيد و هو يُغادر برفقته تاركين «هارون» الذي وزع نظراته بينهم قبل أن يقول بنبرة هادئة

_ ماتيجوا ننزل نشرب حاجه تحت ؟

التمع الخوف بعيني «سما» و ارتجفت شفتيها و ارتفعت انظارها تلقائيًا إلى« شيرين» التي كانت حالتها لا تقل عنها خوفًا ولكنا حاولت الثبات قدر الإمكان وهي تقول

_ و ننزل تحت ليه ؟ ما نتكلم هنا أحسن .
2

شعر بخوفهم و قد أغضبه ذلك فما فعله ذلك الشيطان جعل شخصية كلا منهما مهزوزة يفتقران إلى الثقة ، ولهذا رسم ابتسامة مُطمأنة على ملامحه حين قال

_ متخافوش اوي كدا . أكيد مش هخطفكوا يعني . أنا هنا مخطوف أساسًا ، و أنا اللي مفروض اخاف على فكرة .
10

قال جملته الأخيرة مازحًا فابتسمت «سما» على حديثه بينما «شيرين» لازالت تتخبط لذا تابع بلهجة جادة

_ هنقعد في الكافتيريا تحت . احنا هنا في جناح العمليات ، و اكيد مش هنحكي هنا !

تطلعت الفتيات إلى بعضهم البعض قبل أن تطاوعانه ليتوجها ثلاثتهم إلى الأسفل و بعد وقت قصير شرع «هارون» في الحديث قائلًا بجدية

_ طبعًا انتوا أكيد مش واثقين فيا . يعني متعرفونيش ، و لسه عارفين من شهر أن ليكوا أخ ، و خصوصًا أن عندنا أب زي ناجي .

هتفت «سما» باندفاع

_ الراجل دا مش أبويا . مفيش أي صلة تربطني بيه .

«هارون» بحزن
5

_ ياريت . ياريت ميكونش في اي صلة بتربطنا بيه . بس كل انسان في الدنيا مُبتلى في حاجه في حياته و احنا ابتلائنا جاي فيه ، و على قد ما هو ابتلاء صعب بس مش هنقول غير الحمد لله على كل شيء .
3

تحدثت «شيرين» بجفاء

_ يعني عرفت حقيقته ! و اتأكدت أن ماما مظلومة ؟

«هارون» بنبرة مُشجبة

_ عرفت ، و هتصدقيني لو قولتلك اني كنت حاسس بكدا ، و عشان كدا جيت على هنا . انا كنت عارف انهم بيراقبوا القصر .

«شيرين» باستفهام

_ وانت تعرفهم منين ؟

«هارون» بسخرية

_ البركة في ناجي بيه . كان عايزني اعرف أعدائي كويس .

«سما» بلهفة لم تستطِع أن تُخفيها

_ يعني انت كنت عايز تيجي عشان تشوفنا!

اهتز قلبه رغمًا عنه من كلماتها و قال بلهجة حانية

_ هتصدقيني لو قولتلك اه ؟

اومأت «سما» بنعم رغمًا عنها و بدأت جفونها بالإهتزاز من فرط ما تحمله من عبرات لتقول بنبرة ترتجف ألمًا

_ هصدقك . قلبي بيقولي انك مبتكذبش ، و كمان ربنا عارف أننا مش وحشين عشان يبقى أبونا وحش و أخونا كمان وحش .
5

بكل طاقته يُحاوِل أن لا يتجاهل تلك الضغينة التي تزداد بقلبه تجاه ذلك الرجل يومًا بعد يوم ، ولكن الآن لم يستطِع تجاوزها فهذا المسخ قام بإيذاء الجميع حتى أقرب الأقربين إليه.

_ سما بطلي شغل عيال ، و امسحي دموعك دي .

التفت «هارون» يُناظرها و قد اعجب ببقايا القوة التي لازالت تتحلى بها لذا قال بلهجة هادئة

_ سبيها . يا بختها أنها قادرة تعيط .

باغتتها إجابته فبرقت عينيها من الصدمة فتابع بسخرية مريرة

_ العياط بيريح الدموع دي بتمسح على القلب و بتغسله من الحزن اللي ممكن يقضي عليه في لحظة.

تأثرت كثيرًا من حديثه فقالت باندفاع

_ انت نفسك تعيط ؟

ابتسم «هارون» على كلماتها قبل أن يقول بمُزاح

_ تخيلي واحد زي الهلف زيي كدا يعيط !
8

ذكره هذا اللقب بتلك الفتاة الصغيرة صاحبة العينين البنيتين الكبيرتين و ذلك الجسد الأنثوي الصغير و تلك الخصلات البُندقية التي تعقصها كذيل حصان يتدلى بحيوية خلف ظهرها كل تلك الصفات تجعلها جميلة بطريقة مختلفة و لكنه لا يعلم ما هي صلة قرابتها بمن في القصر فحين أخبره والده عن الجميع لم يأتي على ذكرها أبدًا
13

_ مش احسن ما الحزن يقضي عليك !

أخرجه من شروده صوت «شيرين» المليء بالأسى فقال بنبرة جافة حزينة

_ هضيع من عمري قد ايه وانا ببكي ، و في الآخر مفيش حاجه هتتغير .

«سما» باستفهام

_ وانت عايز تغير ايه ؟

«هارون» بصدق

_ كل حاجه . عايز اغير كل حاجة . عايز أعيش لأول مرة حياة طبيعية وسط عيلة و أهل يخافوا عليا و أخاف عليهم . أنا كانت أمنية حياتي من و أنا صغير أن يكون عندي أم اترمي في حضنها . كنت طفل مش فاهم حاجه

و لما كبرت وفهمت طلبت من أبويا . اقصد الراجل اللي رباني أنه يتجوز و يجبلي أم . بس هو كان رافض . لحد ما بدأت أتأقلم على حياتي كدا . بس كانت دي أعظم أمنية اتمنتها في حياتي.
3

اخفض رأسه يحاول إخفاء تلك الدمعة الهاربة من عينيه ليقول بنبرة جريحة كحال قلبه

_ عشان كدا مش هسامحه.

رغمًا عنها امتد كفها بربت على خاصته فوق الطاولة ليرفع رأسه يُطالِع «سما» التي قالت من بين عبراتها الخرساء

_عشان شوه صورتها في عينك !

«هارون» بقهر لم يفلح في أخفاءه

_ عشان بعد ما رفعني لسابع سما و قالي أنها عايشة وموجودة دفني في سابع أرض لما قالي أنها رمتني و اتخلت عني ، و دي كانت أول مرة ابكي فيها وانا كبير كدا . لكن مصعبتش عليه .
4

أخذ نفسًا قويًا قبل أن يُتابع بأسى

_ يومها قالي مش عايزك تبقى ضعيف . عايزك قوي ، جبار .عشان يخافوا منك ، و يعملولك ألف حساب ، و عشان تاخد تارك و تاري منهم .

شهقة قوية شقت جوف «شيرين» التي قالت من بين انهيارها العظيم

_ دا نفس اللي قالهولي . اوعي تبكي . عايزك جامدة. محدش يقدر يكسرك . عشان تاخدي تارنا منهم.

دقيقة صمت أحاطت بهم كان يتخللها بعض الشهقات من جانب الفتيات بينما هو كان يقمع حزنه و انهياره بشق الأنفُس إلى أن استطاع تجاوز تلك الغصة القوية في منتصف حلقة ليمد يديه واحدة تحتضن كف «سما» و الأخرى تحتضن كف« شيرين» وهو يقول بنبرة مُتحشرجة

_ من النهاردة انا موجود وهحميكوا منه ، و من اي حد يفكر يأذيكوا. ربنا له حكمة في كل حاجه حصلتلنا ، و لو كل العذاب اللي شوفناه في حياتنا نهايته أننا نتجمع سوى و يتلم شملنا فأنا راضي .
4

اهتز قلب «سما» التي قالت من بين شهقاتها

_ طول عمري كان نفسي يكون ليا أخ اتسند عليه ، و اجري عليه لو حد زعلني . احساس انك ملكش ضهر دا صعب أوي . بس النهاردة و دلوقتي بالذات حسيت أن بقى عندي سند ، و دا احلى احساس في الدنيا.
2

شددت يديه فوق خاصتها بينما ارتسمت ابتسامة رائعة على شفتيه ليجذبه صوت «شيرين» المُهتز

_ هتقدر تقف قدامه ؟ دا وحش اوي . لو اعتبرك عدوه مش هيسمي عليك . دا حاول يقتلني قبل كدا ، و مفرقتش معاه ، و لا اتهز فيه شعرة واحدة .

شدد من احتضانه لكفها وهو يقول بجفاء

_ متخافيش عليا . مش هيقدر يأذيني ، و مش هسمحله يأذي حد فيكوا . من النهاردة انتوا في حمايتي .
10

ابتسمت «شيرين» من بين عبراتها لتقول بـ شفاة مُرتعِشة

_ ياريتك ظهرت من زمان . مكناش اتبهدلنا كدا.
4

عجز اللسان عن وصف ذلك الشعور الرائع الذي يتخلله أمان و احتواء و دموع فاضت بها القلوب و دعوة صامتة من «هارون» الذي فتح ذراعيه إليهما لتندفع الفتاتين إلى أحضانه تعانقانه بقوة وسط انهيارهم و مرارة ما يشعرن به و التي انمحت إثر ذلك العِناق الحنون الذي يتلخص به معنى العوض.
13

_ ماشي يا سما الكلب أما علقتك من ودانك اللي شبه ودان الفيل دي ؟
18

هكذا تحدث« مروان» الغاضب و بجانبه «طارق» الذي لا يقل غضبًا عنه و الذي سُرعان ما تجمدت الدماء في أوردته حين شاهد ذلك العناق الثلاثي بينهم ليندفع «مروان» قائلًا بصدمة

_ نهار اسود . اللي انا شايفه دا حقيقي ! دا بيحضنهم . قعد معاهم خمس دقائق و خد حضن المطارات دا ! وانا اللي كاتب كتابي بقالي سنة متشحتف على مسكة ايد ! يا ابن الصايعة .
21

على الرغم من غيرته الهوجاء الا أنه تفهم حالتها و ما تمر به الآن لذا سيطر على حالته وقال بجفاء
1

_. بطل سخافة و احترم مشاعر الناس !
2

«مروان» بحنق

_ احترم ايه و انيل ايه ؟ معاك طبنجة ! انا هخلص عليهم و انت تخلص على ناجي و مرات عمي تسم همت و نبقى ارتحنا خالص . مانا مرارتي مبقاش فيها مكان لحصاوي تانيه . في خطر على حياتي . هتجلط يا عالم هتجلط .
7

«طارق» بسخط

_ ياريت عشان نرتاح .

«مروان» بصدمة

_ انت جبلة ياله ! ما تيجي اغزك كدا اشوف اللي بيجري جوا دا دم ولا بنزين ؟
6

_ لا ياد ظريف اوي .

«مروان» بسخط

_ ظريف ايه يا ابني ؟ الحضن دا مش بيحرك اي حاجه جواك ؟ رغبة في القتل مثلًا ! رغبة في اللطم على وشك من حظنا الفقر يعني !
9

«طارق» بسخرية

_ قصدك حظك انت الفقر ! انا حظي حلو ، و راضي بيه . الدور و الباقي عليك يا بائس .
1

قال «طارق» جملته و عاد أدراجه للأعلى ليتنبه «مروان» لكلماته فهتف مُفكرًا

_ راضي بيه ، و حظه حلو ؟

فجأة صاح ساخطًا

ـ اه طبعًا ما انت تلاقيك خاربها ، وأنا الغلبان الحزين اللي وقعت في ام أربعة و أربعين و امها .
4

نفخ ثاني أكسيد الكربون من أنفه بغضب وهو يقول باستنكار

_ شوف البت ماسكة فيه ازاي ؟ الهي يمسكك سلك عريان يا سما يا بنت همت .
39

اللهم افتح علينا فتوح العارفين بك، وأنزل علينا يا ربنا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به أفئدة المسلمين. اللهم انقلنا إلى أحسن حال، انقلنا من الضيق إلى السعة، ومن الغضب إلى الرضا ♥️
24

★★★★★★★★★

هل يُمكن أن يصل بنا العشق للحد الذي يجعل ملامح شخص ما تنطبع بداخلنا ؟ أن تُصبِح أنفاسه هي أكسجيننا النقي ؟ أن ينتشي القلب حين يُلامسه و ترتوي الروح حين تراه ؟ تلك المرحلة من العشق تُدعى الهيام وهي حالة فريدة من نوعها لا يصل إليها الإنسان بسهولة ولا يستطِع التراجع عنها أبدًا
5

_ لو تعرف بحب ملامحك دي قد ايه ؟ ولا مرة وقفت قدامك و كنت قادرة أشيل عيني من عليك . كنت بحس اني عايزة اغرق في تفاصيلك أكتر .
1

صمتت لثوان قبل أن تقول بخفوت

_ انا كتير أوي كنت بستكترك عليا و اقول معقول الراجل دا بيحبني انا ؟ الراجل اللي مفيش زيه في الدنيا اختارني انا من وسط كل البنات دي ؟
7

استنشقت عبير أنفاسه قبل أن تقول بهمس

_ ياريت ينفع أرجع الماضي من تاني ، وانا مكنتش اضيع لحظة واحدة بعيد عنك . مكنتش هفارق حضنك أبدًا .

أخذت أناملها الرقيقة ترسم ملامحه الرائعة بخفة الفراشة التي تتنقل بين الزهور بينما هي تضع رأسها فوق على مقربة كبيرة منه حتى تعانقت أنفاسهم و قد كان هذا السبيل الوحيد لجعلها تشعُر بالهدوء و السكينة التي جعلتها تغفو دون أن تدري فلم تشعُر بتململه بجانبها ليقوم بفتح عينيه أخيرًا و كان أول ما وقعت عليه أنظاره صفحة وجهها الرائع الذي كان مُقابلًا لوجهه مما جعل ابتسامة بسيطة على شفتيه فقد كان هذا اقصى أمانيه أن يجدها أمامه بتلك الصورة التي تُمكنه من نثر عشقه فوق ملامحها بخفة مُتجاهلًا ذلك الألم الذي يجتاح جانبه الأيسر ولكن فكرة مجنونة انتابته ليحاول أن يعتدل من نومته وهو يئن من الوجع و بكل ما يمتلك من قوة قام بإحاطة خصرها بيده السليمة لجعلها تشاركه السرير فإذا بها تشعر بما يحدُث ففتحت عينيها بصعوبة لتقول وهي في حالة من التوهان
7

_ سليم انت صحيت بجد ولا انا بحلم ؟

ابتسم على حديثها وعلى تعبها الجلي على ملامحها والذي يجعلها في تلك الحالة فقال بخفوت

_ بتحلمي . قربي مني نحلم سوى .
8

اطاعته وهي بين اليقظة و النوم و رفعت جسدها و بمساعدتها جعلها تستلقي بجانبه على السرير فأخذ يحاول استرداد أنفاسه فقد كان مجهودًا شاقًا عليه ولكن قلبه يشعُر بالراحة لكونها بجانبه فقام بالتشديد من احتوائها وهو ينثر عشقه فوق جبهتها لتقوم بإحاطة خصره بحركة عفوية مثلما كانت معتادة أن تفعل فابتسم بخفوت قبل أن يُغمِض عينيه طالبًا بعض الراحة

اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ♥️
21

★★★★★★★★★

_ يعني عمتي أدتها العلقة التمام ؟ جدعه والله بردت ناري شويه .

هكذا تحدث «سالم» بتهكم بعد أن قص عليه «صفوت» ما حدث ليُجيبه الأخير قائلًا

_ اه والله هي بردت نار الكل . بس الحمد لله اننا وصلنا في الوقت المُناسب ، و كمان لولا ستر ربنا و تدخل لُبنى مكنش حد عارف كانت ممكن تعمل في همت ايه ؟

«سالم» بخشونة

ـ ربنا مبيعملش حاجه وحشة . يمكن الموقف دا كمان يكون سبب أن قلبه يلين من ناحيتها .

ارتسمت ابتسامة هادئة فوق ملامح «صفوت» الذي قال باعتزاز

_ الولد دا مش شبه ناجي خالص يا سالم . تحس أنه شبهنا و شبه ابويا الله يرحمه . انا كنت حاطط ايدي على قلبي ليبقى عندنا ناجي جديد .
4

«سالم» بسُخرية

_ ناجي جديد ايه يا صفوت احنا كدا على رأي مروان نروح ندفن نفسنا أحسن .
8

تبسم «صفوت» قبل أن يقول بجدية

_ طب انا متابع التحقيق مع اللوا نجدت ، و اتواصلت مع النائب العام ، و حوار رفع الحصانة دا متقلقش منه . كل دا غرضه الشوشرة مع محاولة القتل الفاشلة بتاعته دي كان عايز يضربك من جميع الجهات . لكن الحمد لله ربنا كبير ، و انت متقلقش .

«سالم» بجمود

_ مش قلقان . بس لازم نفكر صح عشان نخلص منه المرة دي . كفاية اوي كدا .

«صفوت» بغموض

ـ طب احنا كدا المفروض نخرج من المستشفى عشان نقدر نكمل اللي بدأناه .

«سالم» بخشونة

ـ نطمن على سليم الأول و بعدين نخرج ، و اول ما هو يبتدئ يتحرك هناخد احنا الخطوة الجاية .

«صفوت» باستفهام

_ سليم لسه مطلعش من العناية المُركزة بردو؟

_ لا . الحمد لله حالته مُستقرة بس هو في أمان هناك اكتر . الدكتور طمني بس في حاجه قلقاني أوي .

«صفوت» باستفهام

_ حاجة أيه ؟
3

ما أن أوشك أن يُجيبه حتى سمع نداء المُمرضة من خلفه

_ سالم بيه .

التفت «سالم» يُناظرها قائلًا

_ نعم .

المُمرضة بحرج

_ اخو حضرتك فاق . بس ….

«سالم» باستفهام خشن

_ بس ايه ؟ حصل حاجه ؟

تدخلت «فرح» الآتيه من الخلف قائلة بمرح

_ بس مش عايز يقابل حد دلوقتي.

اقترب منها «سالم» وهو يحمل طفله من بين يديها ليحتضنه بحب قبل أن يقول باستفهام

_ يعني ايه مش فاضي يقابل حد ؟ هو قالك كده ؟

تجاهلت استفهامه وقالت بحبور

_ اذيك يا عمو عامل اي؟

«صفوت» بود

_ اذيك يا فرح . حمد لله على سلامتك.

«فرح» ببشاشة

_ الله يسلمك .

التفتت الى« سالم» الذي قال باستفهام

_ في ايه يا فرح ؟

اقتربت منه قائلة بخفوت

_ مش فاضي يا سالم . مش لازم تستفسر يعني.

قطب جبينه بعدم فهم فصاح «صفوت» ساخرًا
4

_ هتلاقي أخوك خاربها في العناية المُركزة يا عم مش فاضي يشوف حد .

أخفضت «فرح» رأسها خجلًا وهي تحاول قمع ضحكاتها بينما «سالم» ابتسم بهدوء و قال بتهكم

_ ربنا يستر عليه و مروان ميشوفهوش ، و إلا هيخلي فضيحته بجلاجل.

«صفوت» بسخرية

ـ دا مروان اللي هيزعل اوي لما يعرف اللي حصل لجوهرة .

تنبهت «فرح» وقالت باستفهام

_ ليه هو ايه اللي حصلها؟

«صفوت» بمزاح

_ همت رنتها علقة محترمة .

ابتهجت ملامحها و ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيها بينما اندفعت الكلمات من بين شفاهها

_ بجد يا عمو !
12

التفت «سالم» يُناظِرها بخُبث تجلى في نبرته حين قال

_ ومالك فرحانه اوي كدا ؟

سُرعان ما تداركت الأمر و محت تلك البسمة العريضة من فوق شفتيها ليمنعها رنين هاتف «صفوت» من إجابته فتراجع الأخير ليُجيب على هاتفه فالتفتت قائلة بكبرياء و تعالي

_ لا وانا هفرح ليه ؟ انا بس استغربت .

اقترب منها قليلًا وهو يحين رأسه بجانب رأسها قائلّا بعبث

_ طب عيني في عينك كدا يا أم سليم .
7

ارتسمت بسمة تشفي على شفتيها و هي تقِر مُعترِفة

_ بصراحة فرحانه لدرجة أن عايزة ابوس عمتو همت من بقها . اينعم كان نفسي انا اللي اديها العلقة دي بس يالا المهم انها خدتها .
8

عض على شفتيه من تلك المرأة التي يعشقها فها هي تُظهِر أنيابها بشراسة تروق له كثيرًا لذا قال بعبث

_ طب ما تديني انا البوسة دي وانا وعد مني هخليكِ تديها بدل العلقة عشرة.
12

زحف الخجل إلى وجنتيها ليضفي عليها حمرة رائعة مع تلك الابتسامة الجميلة التي زينت محياها وحين أوشكت أن تجيبه صدحت صرخات الطفل لتقوم بأخذه من بين ذراعي «سالم» وهي تقول بمُزاح

_ بتغيري على مامي ياروحي . لا متزعليش مش هبوس حد غيرك .
8

«سالم» باستنكار

_ ازاي دا ؟ اعملي حسابك انا عايز اخ لسليم في اقرب وقت .
1

«فرح» باندفاع

ـ يبقى اكيد مش مني .

«سالم» بمكر

_ ماشي براحتك هشوف جوهرة كدا رأيها ايه في الموضوع دا .

«فرح» بشراسة

_ والله ! طب جرب كدا وانا مش هخليك تشوف تاني أصلًا
5

ابتسم بمرح قبل أن يقول بوقاحة

_ احبك وانت شرس كدا .

أخذت تتلفت حولها و قد غمرها الخجل من كلماته العابثة لتنهره قائلة

_ سالم بطل احنا في المستشفى.

أجابها بنبرة مُشتاقة

_ وحشتيني .

«فرح» بخجل

_ مانا معاك اهو .

_ الحمد لله انك معايا.

أجابته بمرح

_ على قلبك العمر كله يا..
5

قاطعها بصرامة

_ اياكِ تكمليها

استفهمت باندهاش

_ ليه كدا ؟

«سالم» بخشونة

_ عشان مش ضامن نفسي واحنا قدام الناس كلها . اه صحيح قوليلي سليم مش فاضي بيعمل ايه ؟

أجابته بخفوت

_ عيب على فكرة !

برقت عينيه وقال باستنكار

_ عيب ! هي وصلت للعيب ؟ دا يومه مش معدي دانا هطربق المستشفى على دماغه.
1

«فرح» بلهفة

_ لا انت فهمت ايه ؟ هو بس نايم و جنة جنبه .

«سالم» باستنكار

_ لا والله ! بس كدا ؟ احنا نروح احسن بلاش فضايح .
11

تقدم الطبيب من كليهما ليقول موجهًا حديثه إلى« سالم»

_ سالم بيه . لو سمحت عايزك

تقدم «سالم» من الطبيب قائلًا باستفهام

_ في ايه يا دكتور؟

_ الست اللي اسمها نجيبة دي عماله تهلوس بكلام مش مفهوم ، مفهمتش منه غير اسم سالم ، و كلام كتير تاني مش قادر افسره .

تحفزت جميع حواسه وقال بخشونة

_ طب انا ممكن اشوفها ؟

الطبيب بأسف

_ مش هينفع خصوصًا أن في ناس متهمينك بقتلها .

_ طب و الحل ؟ واضح انها عايزة تقولي حاجه ، و انت شوفت منظرها جاير متتحملش لحد ما هما يستجوبوها .

صمت الطبيب لثوان قبل أن يقول

_ طب تعالى معايا .

تبعه «سالم» ليتوجه اليها بعد أن ارتدى ثياب أحد الأطباء حتى لا يتعرف أحد إلى هويته ليدلف أخيرًا إلى غرفتها فقال بنبرة خشنة

_ نجيبة .

بشق الأنفس التفتت تناظره فهاله مظهرها المُريع فقد كانت ملامحها مشوهه بالكامل ولكنه حاول إبقاء عينيه عليها وهو يقول بلهجة جافة

_ ليه عملتي كدا في فرح ؟

حاولت اخراج صوتها بصعوبة حين قالت
4

_ سـ . سـها..م !
1

توقفت الدماء بعروقه حين سمع حروفها التي تحمل إسمًا واحدًا لم يُخطيء في فهمه

_ سهام !
40

اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ♥️
13

★★★★★★★★★

_ ما لسه بدري !

التفت «عُدي» إلى مصدر الصوت القادم من هذا الرُكن المُظلِم ليجد «ساندي» التي كانت تنتظره و على وجهها إمارات الغضب فاقترب منها بعينين يرتسم بهم العبث الذي تجلى في نبرته حين قال
2

_ ايه احنا هنبتدي في نكد الستات دا من اولها ولا ايه ؟ لا يا عم متفقناش على كدا .

لا تبتسم ولم تروق لها مزحته فقد كانت تعيش الجحيم طوال الأيام المُنصرِمة وهي تراه يبتعد عنها فلم تعُد تراه كثيرًا يخرج في الصباح ولا يعود إلى في منتصف الليل . لم يعُد يُمازِحها و توقف عن السؤال عن أحوال والدها فبدأ القلق ينهش في داخلها و لم يعُد قلبها يتحمل ذلك الألم الدامي و هذا الرُعب الذي سيطر عليها من فاجعة فراقه أو أنه سأم منها و وجد أخرى تُعطيه ما تمنعه عنه.

أجابته بلهجة جافة

_ انا مبهزرش . ممكن اعرف بتروح فين و بتتأخر بره ليه كدا ؟

اقترب منها «عُدي» حد الخطر وهو يقول بهسيس جعل دقاتها تتقاذف بين ضلوعها

_ وحشتك ؟

تراجعت خطوتين لتبقى في منطقة الأمان لـ تقول بتلعثُم

ـ جاوبني لو سمحت .

كان يأكل الخطوات التي تُبعِدها عنه وهو يقول بصوتًا اجش

ـ لو مجاوبتنيش أنتِ مش هجاوبك .

ضاقت ذرعًا بما يُمارسه من سحر على جميع حواسها لذا قالت بانفعال

_ عُدي .

كان انفعالها دليلًا على بداية انهيارها لذا تابع بإلحاح وهو يُثبت عينيه على خاصتها

ـ وحشتك ؟

كانت أضعف من أن تُقاوم شُعاع السِحر المُطل من عينيه و قد تجمع كل شيء ضدها بداية من ذلك الشوق الضاري الذي يجيش بصدرها إلى قربه منها بهذا الشكل إلى خوفها لتقول بخفوت

_ وحشتني .

هسهس قائلًا

_ قد ايه ؟

عاتبته عينيها أولًا حين قالت بنبرة مُشجبة

ـ كتير اوي لدرجة أن قلبي بقى يوجعني من طول غيابك .

اختلطت أنفاسهم حين اقترب يحتضن ذراعيه بيديها قبل أن يقول بحنو

_ سلامه قلبك من أي وجع. ينفع قلبك يوجعك وانا موجود. طب الناس تقول عليا ايه ؟

قال جملته الأخيرة بمُزاح ليُقلل من انفعالها الذي كان يتجلى بوضوح على ملامحها لتُعاتبه قائلة

ـ بطل هزار .

_ طب اضحكي وانا ابطل.

عاندته قائلة بغنج

_ مش هضحك .

لون الخبث نظراته و لهجته حين قال

_ هزغزغك .

ارتعدت و حاولت الإفلات من بين براثنه وهي تقول بتحذير

_ اياك.

لم تكد تُكمِل الكلمة حتى اندفع ينفذ تهديده وهي تتلوى بين يديه و صوت ضحكاتها بملء المكان لتحاول الفِرار منه وهي تصيح قائلة

_ خلاص يا عدي مش قادرة.

سقطت فوق الأريكه وهو بجانبها يتخبطان بضحكاتهم الرائعة لتحاول أن تعتدل فتجد نفسها قريبة منه حد الخطر إلى أن تلامست أنوفهم و أضحت عينيها في مواجهة مُباشرة مع خاصته التي دكن لونها و ضاقت حدقتاها مما يُنزِر بأن الخطر قادم و قد تجلى بلهجته حين قال

_ ساندي . انا مبقتش قادر ابعد عنك اكتر من كدا .

كانت لحظة خاطفة تتوسل عينيها بأن تُعطيه الإذن بالولوج إلى جنتها التي يشتهيها بكُل جوارحه و لدهشتها قد كانت تتمناها هي الأخرى . غيبتها نظراته عن الواقع و حجب شوقها اليه صوت العقل لتقول بنبرة خافتة

_ ولا انا قادرة تبعد عني أكتر من كدا .

برقت عينيه للحظة قبل أن يقول باستفهام

_ كلامك دا معناه خطير اوي.

باغتته حين قالت بهمس

_ عارفه ، و موافقه .

فُتِحت ابواب الجنه على مصرعيها فلم يستطِع سوى أن ينغمس في نعيمها بلا هوادة فقام بحملها كالعروس وعينيه تُعانِق خاصتها و تُحيطها بسحر الهوى الذي يجيش بصدره تجاهها فتوجه إلى غرفتها ليضعها فوق مخدعها وهو يقول بصوتًا أجش

_ انا عشت طول عمري اتمنى اليوم اللي تبقي فيه مراتي و في حضني . اوعي تبعديني عنك تاني .

لم ينتظر حتى يستمع إلى إجابتها بل اندفع يرتشف من شهد عشقها و يرتوي بريقها العذب و قلبه يترنح فرحًا بعد أن أتم اكتمالهم روحًا وجسدًا ليقضي بحنانه على جميع هواجسها و يقتلع جذور الخوف من قلبها و يزرع بتلات العشق بصدرها لتنتهي ليلة بألف ليلة و ليلة عاشت بها أروع اللحظات برفقته بعد أن خلعت عنها ثوب الضعف و أسلمت نفسها و روحها له لـ يجعلها تحيا معه من جديد بعد أن ظنت بأن الحياة بداخلها ماتت و أنها مجرد جسد مشوة لا يحق له سوى العذاب فإذا بها يُلثٌم كل ندوبها و خدوشها و كأنه يُخبرها بأن كل تلك الندبات لا تُزيده إلا ولعًا بها فتضاعف عشقه بقلبها للحد الذي جعلها تفتقد وجوده صباحاً و تشعُر بالوحشة حين وجدت السرير خاليًا من دفء حضوره لـ تجتاحها موجه من خيبة الأمل كونه تركها في الصباح بعدما حدث بينهم البارحة و إذا بها تسمع صوت هاتفه يصدح في الخارج فابتهج قلبها كثيرًا و تحاملت على آلام جسدها لتقوم و ترتدي قميصه المُلقى فوق أرضية الغرفة حاله كحال كل محتوياتها لتندفع إلى الخارج و منه إلى المطبخ بعد أن اشتمت رائحة شهية و ما أن كادت لتخطوا خطوة واحدة إلى الداخل حتى أصابها طلق ناري في منتصف قلبها حين سمعت كلماته الهامسة
1

_ متقلقيش يا روحي مقدرش أتأخر عنك أبدًا .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في قبضة الأقدار)



Source link

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *