رواية عشق الروح الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نور عزام – مدونة كامو


رواية عشق الروح الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نور عزام

رواية عشق الروح الجزء الرابع والعشرون

رواية عشق الروح البارت الرابع والعشرون

عشق الروح
عشق الروح

رواية عشق الروح الحلقة الرابعة والعشرون

يجلس في شرفه منزله يحتسي الشاي في هدوء و استرخاء
سمع رنين هاتفه , نظر الي الشاشه و ابتسم
انها ماهي !
رد عليها بهدوء لكن افزعه صوتها الصارخ الباكي و هي تستنجد به و انقطع الخط بعد ذلك ..
لم يشعر بنفسه الا و هو يهب واقفاً و يلتقط مفاتيح سيارته و ينزل الدرج جرياً و يقود سيارته في سرعه جنونيه الي منزلها الذي اخبرته بعنوانه قبل ذلك و الذي اوصلها اليه اكثر من مرة
في حقيقه الامر انه ليس منزلها , انه منزل أيمن الذي استأجره لها
كان ذلك الامر يضايق طارق كثيراً و كان يريدها ان تترك منزله علي الفور لكن ذلك التصرف كان سيلفت انتباه أيمن اليها في ذلك الوقت تحديداً , ففضل التمهل الي ان ينتهوا من أيمن نهائيا ًلضمان عدم تعرضه لها قبل ان تتم محاكمته
لكن يبدوا ان الرياح تأتي دائماً بما لا تشتهي السفن !
بعد اقل من عشر دقائق وصل الي البنايه التي تقطن بها
لا يعلم اي دور تحديداً , لكنه سيسأل
لكن في حقيقه الامر , لم يحتاج الي السؤال
ما ان صعد الي البنايه حتي سمع اصوات عاليه
صراخات نساء .. شتائم رجال !!!
صعد جرياً الي مصدر الصوت و وقف مصعوقاً من هول ما رأي !!!!
باب شقه مفتوح يقف امامه نصف سكان العماره تقريباً , بالداخل … يا الله !!!!!
أيمن يجثوا علي ركبته و ماهي ملقاه امامه علي الارض و وجهها ملطخ بالدماء
و هناك مجموعه من الرجال يحاولون الامساك به !!!!
صرخات نساء و اصوات متداخله , منهم من يؤيد الدفاع عنها بأعتبارها انثي مهما ان كانت هويتها او افعالها و البعض الاخر يشمت و الاخر يشتم و يا للعجب هناك من يشاهد !! كأنه عرض مسرحي او فيلم معروض علي شاشه التلفاز !
دخل وسط الزحام و امسك بأيمن من ياقه قميصه و لكَمه لكمه قويه طرحته ارضاً و انهال عليه بالضرب , و ماهي تزحف علي الارض بعد ان تمزق ثيابها تبكي بعنف و تغطي جسدها بما تبقي من ملابسها الممزقه
تدخل الرجال و حاولوا ابعاد طارق عن أيمن , لكن كل محاولاتهم باتت بالفشل
كان يضربه بغل و حقد , رأي امامه كل ما فعله بشروق , و ماهي !!!!!
الحقيييييييير !! كيف له ان يضرب انثي بمثل هذه البشاعه ؟!!!!! حقاً انه لا يعلم عن الرجوله شيئاً !
– يا ابني سيبه , هي اللي تستاهل , ما هي اللي مرخصه نفسها و سيباه طاله نازل عليها في الشقه و لا كأنها شقه مفروشه , ربنا يعافينا من الاشكال دي , تستاهل كل اللي يجري لها
كان ذلك صوت احد سكان العمارة المتجمعين
شهقت ماهي شهقه عاليه , شهقه ألم و ضعف و انكسار
التفت اليها وجدها تنظر اليه برعب تستنجد به !!!
نظر الي الرجل و الشر يتطاير من عينه , ترك أيمن و التفت اليه هو الاخر و لكمه بقوه , لكمه اسالت الدماء من فمه و انفه
استغل أيمن الفرصه و قام من علي الارض يترنح و صاح بجنون
– بقي انت بقي البطل المنقذ اللي جاي تنقذ ماهي مني دلوقتي ؟!!!!!! دي و******** و متستهلش تعيش اصلاً و , الحنين اللي كان بيلف علي مراتي من وراياااااااا , اما وريتك ياااااا ******** مبقاش انااااا أيمن الشناوي
التفت اليه و نظر اليه باستحقار
– طب ما انا قدامك اهو ؟؟؟ وريني بقي هتقدر تعمل ايه يا دكر ؟!!! مع اني اشك في الموضوع ده جدا ً !!!!!! و لما ماهي و******** امال انت تبقي ايه يا ابن ******** ؟!!!!!
نظر اليه بغضب و جنون و قبل ان يهجم عليه سمعوا صوت سيارات الشرطة
حمداً لله , يبدوا ان احد من سكان العمارة قرر ان يقوم بدور ايجابي و ابلغ الشرطة و يتخلي عن دور المشاهد !!!!
هرج و مرج و فوضي
وصلت سياؤات الشرطة و صعدوا اللش الشقه
اصطحبوا معهم طارق و أيمن و ماهي و بعض من الشهود او المتفرجين ان صح القول
كانت ماهي في حاله مزريه
خلع طارق جاكيته ووضعه فوق كتفها و حاول قدر المستطاع تهدئتها دون جدوي , الي ان وصلوا الي قسم الشرطة
————————————————–
وصولوا الي قسم الشرطة ..
ماهي في حاله بكاء هستيري و ترتجف بشده , و أيمن وجهه ملطخ بالدماء و الكدمات
و طارق يحاول السيطرة علي اعصابه قدر المستطاع
المقدم ” مروان عز الدين ” ..
– ممكن افهم ايه اللي حصل ؟؟؟؟
واحد واحد يتكلم
و نظر الي ماهي
– احكي انتي , ايه اللي حصل ؟؟؟ و يا ريت تحاولي تهدي شويه
حاولت الكلام لكنها لم تستطع و ظلت ترتجف بشده
طلب لها كوب من الماء تناولته بأيدي مرتجفه الي ان هدأت قليلاً
– ها ؟؟ هديتي شويه .. ممكن اسمع منك بقي ايه اللي حصل ؟؟؟
ماهي ( بصوت مرتجف , متقطع , يكاد يكون مسموع) : اناا..كنت قاعده في البيت ..عادي و فجأه لاقيته فتح الباب بالمفتاح ..انا كنت قاعده في الصالون..هجم عليا و مسكني من شعري ..قعد يضربني و يشتمني..عرفت افلت من ايده و اتصلت بطارق..ملحقتش اقول له حاجه و شد الموبايل من ايدي و قعد يضربني تاني..كنت بصرخ ..الجيران اتلموا علي صوتي..كسروا الباب..و حاولوا يحوشوني عنه..لحد ما طارق جه
كانت تقول اخر كلماتها ببكاء
هم أيمن بالحديث , قاطعه مروان بحده
– انت تخرس خااالص انا مأذنتلكش تتكلم
أيمن (بغضب) : انت ازاي تتكلم معايا كده ؟!!! انت مش عارف انا مين ولا ايه ؟!!!!!
مروان (بسخريه) : هتكون مين يعني ان شاء الله ؟!!
أيمن : انا أيمن الشناووووي
مروان :حصل لنا الرعب !!
ثم صاح فجأه بعنف
– انت اتجننت ؟!!!! أيمن الشناوي علي نفسك يا روح امك !!! انت هنااا في القسم مش في فيله بابي , تحط الجزمه في بوقك و مطنطقش الا لما اأذن لك بالكلام .. انت اصلاً وضعك زي الزفت و مش ناااقص , انت فاهم ولا لاااا ؟!!!!!
بُهت !! لم يتخيل ان يأتي عليه اليوم و يُعامل بمثل تلك الطريقه المُهينه !
صمت تماماً كتمثال حجري
التفت الي ماهي مجدداً
– قولتي لي دخل بالمفتاح ؟
– ايوه
– جاب المفتاح منين ؟؟؟
اطرقب برأسها خجلاً و اجابت بخفوت
– ما هي الشقة بتاعته اصلاً و انا قاعده فيها
– و مقعدك في شقته ليه ؟؟؟
اطرقت برأسها و لم ترد
كان طارق يستشيط غضباً , و مروان يتابع اسئلته بهدوء
هز رأسه متفهماً ثم تابع
– و ايه بقي السبب اللي خلاه يتجنن و يمد ايده عليكي بالمنظر ده ؟!!
صمتت قليلاً ثم اجابت بخفوت
– مش عارفه ! اسأله
انفجر أيمن غضباً
– بقي مش عارفه انتي عملتي اييييه يا بنت …………
لم يدعه مروان يُكمل كلامه و هتف فيه صارخاً
– انا موجهتلكش ااااي كلام دلوقتي خاااالص , اقعد و حط جزمه في بوقك لحد ما اخلص استجوابهم يا هرميك برررررة !!
خير ما فعل , لانه ان لم يفعل لكان طارق هجم عليه الآن اوسعه ضرباً !
نظر مروان الي طارق الغاضب و تحدث بهدوء
– احكي لي انت بقي اللي حصل
زفر عده انفاس حاول بها ان يهدئ من روعه ثم اجاب
– انا كنت قاعد في البيت عادي , موبايلي رن , لاقيتها ماهي بتكلمني و هي بتعيط و تصرخ و بتقول لي الحقني و الخط قطع بعد كده , روحت لها علي البيت جري , مكنتش اعرف اي شقه ولا اي دور , بس اول ما طلعت العماره سمعت صوت دوشه و زعيق و خناق و ستات بتصرخ , طلعت ورا مصدر الصوت , لايقت ….. لاقيت باب شقه ماهي مفتوح و ناس كتير اوي ملمومه قدام الشقه , دخلت وسطهم….
و نظر الي أيمن بحقد و غل و اكمل ضاغطاً علي اسنانه
-لاقيت الحيوان ده قاعد علي الارض و ماهي مرميه قدامه و هي وشها كله دم و الناس بتحاول تحوشه عنها
مروان : ممممممممم , طيب و متعرفش عمل فيها كده ليه ؟؟؟
طارق (بحده) : معرفش , انا مفهمتش اي حاجه , روحت علي المنظر ده و بس
نقل مروان انظاره من طارق الي أيمن و سأله بسخريه واضحه
– و انت يا سبع الرجال , عملت فيها كده ليه ؟؟؟ في راجل محترم و عنده شويه دم يمد ايده علي بنت بالمنظر ده ؟!! ايه مستقوي بنفسك يعني ؟!! اهو جالت اللي عجنك و خلي منظرك عره !!!!
جز علي اسنانه محاولاً كبت غضبه الاعمي حتي لا يورط حاله بمشاكل اخري , يكفي ما عنده من مشاكل و قواضي
اكمل مروان بحده
– انطق ضربتها كده ليه ؟؟؟!!
زفر بضيق و رد بحده
– عشان خانتني !!!! عضت الايد اللي اتمدت لها , مسكنها في شقه مكنتش تحلم تدخلها اصلاً و بصرف عليها من غبر حساب , في الاخر حبت تنتقم مني لما رفضت اتجوزها عشان سمعتها اللي زي الهباب و سرقت ورق من شركتي و استعملته ضدي , لفقت لي تهم انا معملتهاش , كانت سكرتيرتي لفتره و عارفه كل اسرار شغلي و بشيل ورقي المهم فين , استغلته ضدي
شهقت ماهي بعنف و انهارت تماماً
يكفي كذباً , يكفي تجريحاً , يكفي جداعاااً
كفي كفي كفييي !!
صرخت صرخه مدويه و هتفت بجنون
كذب و الله العظيم بيكذب , سمعتي اللي زي الهباب دي هو السبب فيهااا , هو اللي خلاني اسيب شغلي في الشركه اللي كنت بشتغل فيها و اشتغل معاه بضعف مرتبي , اجر لي الشقه و صرف عليا كتير مش هنكر , انا عارفه اني غلط بس و الله العظيم كل الورق اللي قدمت للنيابه ده سليم , ملفقتلوش ولا تهمه , النيابه بنفسها اتأكدت من صحه الورق , انا تعبت منه و من القرف اللي كنت عايشه معاه فيه و فكرت اعمل حاجة واحده صح في حياتي من ساعه ما عرفته و اقدم الورق ده للنيابه و ارضي ضميري و اخلص منه و كنت ناويه اسيب الشقه و اقطع كل علاقتي بيه تماماً بس خُفت يشك ان انا ورا اللي حصل له ده و قولت استني لما يتحكم في القضيه احسن
جن جنونه و هجم عليها محلولاً ضربها مجدداً
الا ان طارق وقف له بالمرصاد هذه المره و لم يجعله يمس شعره منها
مروان (بغضب) : بسسسسسس انتوا فاكرين نفسكوا قاعدين فييييييييين هناااااا ؟!!!!!!
لو سمعت اي نفس دلوقتي هحطكوا كلكوا في الحبس , انتوا سامعين ولا لاااا ؟!!!
و التفت الي أيمن قائلاً بغضب
– و انت يا أيمن بيه , مطلوب علي ذمه قواضي تانيه و مش نااقص , موقفك زي الزفت لوحده و انا اقسم بالله لو حطيتك في دماغي مش هطلعك من هنا علي رجليك !!!
زفر بضيق و حاول التحكم في غضبه
نظر الي أيمن ..
– دلوقتي انا هعمل تعهد بعدم التعرض , هتمضي عليه من غير ما تفتح بوقك , و لو اتكررت و اتعرضت لها تاني و جيت لي هنااا , متلومش الا نفسك !!
و حول انظاره الي ماهي ..
و انتي انا هلم الموضوع عشان الفضايح و الشوشره
و نظر الي أيمن مجدداً
– و انت مش ناقص فضايح اكتر من كده يعني !!
ثم نظر الي ماهي مجدداً
قاعده في شقته من غير صفه , طالع نازل عليكي !! لو كان حد مكاني كان زمانه عمل محضر اداب دلوقتي !!!! بس انا هلم الدنيا
ضربها في مقتل ! لو كان طعنها بنصل حاد في صميم قلبها لكان اهون عليها من سماع ذلك الكلام المُهين الجارح و خاصه امام طارق !!!
طارق الذي احترق بنار الغيره و القهر و الغضب الف مره خلال ذلك اليوم المشئوم !!
خرجوا من القسم , انتهي الامر , لكن ذكراه ابداً لن تنتهي , ابداً لن تمحو من ذاكرتها و لا ذاكرته هو ايضاً
سارت الي جواره .. مُحطمه , يائسه , مجروحه ..بلا روح !
نظر اليها بألم و حزن
ارعبه شحوب وجهها , شعر باضطراب انفاسها و بجسدها يبتفض و قبل ان يسألها عن نا تشعر بها وجد رجلها تتهاوي من تحتها حتي كادت ان تسقط
اسرع بحملها قبل ان تسقط ارضاً و ادخلها الي سيارته و توجه بها الي اقرب مشفي
————————————————–
ظلت تجوب الغرفه ذهاباً و اياباً بقلق و توتر
تتصل بماهي و طارق منذ اكثر من ثلاث ساعات و ما من رد !!
بدأ القلق يتسرب الي قلبها
اين اختفوا !!!
” يا رب استر , انا قلبي مش مطمن ! ”
————————————————–
ذهب بماهي الي اقرب مشفي
قاموا بمداواه جروحها و علقوا لها المحاليل
جلس الي جوارها يتأملها و هي نائمه
كم بدت رقيقه هادئه بدون كل مستحضرات التجميل التي تصبغ بها وجهها
تذكر شروق ! لابد انها قلقه الآن
بحث عن هاتفه في جيوبه لم يجده
نسيه في السياره حتماً
ترك ماهي لدقائق , بحث فيها عن هاتفه في السياره الي ان وجده و بالفعل وجد شروق قد اتصلت به فوق العشر مرات
اتصل بها قبل ان يصعد الي المشفي مجدداً و حكي لها ما حدث باختصار و صعد مجدداً الي غرفه ماهي , حتي ان استيقظت لا تجد نفسها وحيده !
————————————————–
لا تصدق ما سمعته للتو من طارق في الهاتف !!!
كيف وصلت به الحقاره الي هذه الدرجه ؟!!!
الغضب الاعمي ظل يتصاعد بداخلها الي ان شعرت انها اصبحت مثل جمره متوهجه من النار من شده الغضب
اقسمت بداخلها انها سوف تنتقم منه شر انتقام
عزيزي الرجل , لا تحاول العبث مع امرأه مجروحه
لأنك حتماً لن تستطيع تحمل عواقب رده فعلها !
————————————————–
انتظرت و انتظرت و انتظرت , الي ان اتت اللحظه التي انتظرتها طويلاً
محسن : انتي يا ست شروق
شروق (بهدوء) : نعم يا بابا
محسن (بغضب) : عرفتي اللي حصل مع أيمن ؟؟
شروق ( بثبات) : لا مبكلمهوش , هعرف منين يعني
محسن : اتخانق خناقه لرب السما و راح القسم و كانت ليله بس الحمدلله خرج منها علي خير بس تعبان و وشه كله مشلفط
شروق ( مصطنعه الدهشه) : بجد ؟؟؟ طب ايه سبب الخناقه ؟؟؟ و هو كويس دلوقتي ؟؟
محسن : معرفش رفعت قال لي كده بس في التليفون
شروق : طيب انا لازم اروح له عشان اطمن عليه
محسن : اخيراً عقلتي
شروق (بسخريه مُبطنه) : طبعاً يا بابا , مهما كان جوزي بردو !
محسن : طب اجهزي يلا عشان اخدك و نروح له
شروق : عشر دقايق و تلاقيني جاهزه
دلفت الي غرفتها و ابتسامه عبث شيطانيه ارتسمت علي ثغرها
ابدلت ملابسها في سرعه و اخرجت حقيبه صغيره خبأتها في دولابها كثيراً و حان الوقت الآن كي تفصح عن محتواياتها !
————————————————–
امام فيلا رفعت الشناوي ..
ترجلت من سياره والدها و دلفت الي الفيلارفعت الشناوي
قابلها والده و والدته بترحاب كبير , الي ان نزل أيمن من غرفته
نظر لها بضيق
محسن : الف سلامه عليك يا حبيبي
أيمن (باقتضاب) : الله يسلمك يا عمي
شروق ( بهدوء) : سلامتك يا أيمن
أيمن (بضيق) : كويس والله انك لسه فكره اني جوزك
شروق : و انا اقدر انسي بردو !
محسن : هي الخناقه دي كانت بسبب ايه يا ابني ؟!!
نظر الي شروق بعمق نظره متفحصه
– هو طارق يعرف ماهي منين يا شروق ؟؟؟؟
نظرت اليه قليلاً تستوعت سؤاله ثم فلتت منها ضحكه خافته لم تستطع كتمانها
محسن : ماهي مين و طارق مين ؟! انا مش فاهم حاجه ؟! انت فاهم حاجه يا رفعت ؟؟؟
رفعت : لا ! متفهمونا يا ولاد في ايه ؟!
شروق (بهدوء) : مفيش يا عمي , اصل ماهي دي تبقي صاحبه أيمن
نظر لها الجميع بدهشه
أيمن (بغضب) : ما طارق كمان يبقي…….
شروق (بتحدي) : سكت ليه؟؟؟؟ يبقي ايه يا أيمن ؟؟؟ ايه عاوز تقول انه صاحبي ؟!!!
تؤ تؤ تؤ تؤ , شكلك وحش اوي يا أيمن و انت مطلع مراتك مصاحبه عليك كده
الجميع مصعوق مما يسمع اولهم أيمن !
محسن : شرووووووق !! انتي اتجننتي ؟!!! ايه اللي بتقوليه ده ؟!!!!
شروق (بهدوء) : مش ده اللي أيمن قاله عني يا بابا و اللي حضرتك صدقته من غير حتي ما تسمع مني ؟؟؟
رفعت (بغضب) : في ااايه ؟!!! انا مش فاهم حاااجه
ليلي : في ايه يا أيمن ؟!! كلام ايه اللي شروق بتقوله ده ؟!!!
أيمن (بغضب) : اخرسيييي يا شروق
شروق (ضاحكه باستفزاز) : انا خرست كتير اوي يا أيمن و جه الوقت اللي لازم اتكلم فيه بقي
نظرت الي والدها
– أيمن مش هيقدر يقول سبب الخناقه يا بايا , انا جايه هنا عشان اقول السبب
محسن (بدهشه) و انتي عرفتي منين ؟!! و ايه حكايه طارق و ماهي دول ؟!!
شروق ( بابتسامه) : انا هقول لكم كل حاجه
أيمن (بغضب) : شرووووووووووووووق
انتي بتخرفي بتقولي ايه ؟!!! و ايه اللي هتقوله ده ؟!!!!
شروق : طيب ما تسمع الاول انا هقول اهو !
نظر اليها بغضب , بادلته بنظره سخريه و ازدراء
– ماهي دي تبقي صاحبه أيمن , او كانت صاحبته , معتقتش انها هتعرفه لسه تاني بعد اللي عملوا فيها ده !
صاحبته اللي شوفته معاها يوم ما شافني هو مع طارق , بس الحقيقه الاوضاع كانت مختلفه تماماً !!
عمل الفيلم ده كله عشان يلبسني الغلط و يخرسني عشان مقدرش احاسبه ولا اقوله انت بتعمل ايه و جيت مصر امتي و ازاي متقوليش ! و الحقيقه خطته الجهنميه نجحت جداً
محسن (بغضب) : ميييين طارق ده اصلاً ؟!!!
شروق ( بهدوء و بساطه) : صديق ! قريب خطيب صاحبتي , شوفته مره في عيد ميلادها , عربيتي عطلت و آسيا كانت معايا و وصلنا البيت , عرف اني محاميه فكان بيستشرني في امور قانونيه لقضيه تخصه , اه كنا بنتكلم ساعات في امور متحصش القضيه و اه خرجت معاه كذا مره , انا عارفه ان ده مش صح بس الغلط مش عليا انا لوحدي !!
و نظرت الي أيمن بغل و غيظ
– الغلط علي جوزي اللي راميني هنا و داير يتصرمح بره !! الغلط علي جوزي اللي ميعرفش عني حاجه ولا بيسأل فيا و خلاني في وقت ضيقتي و احتياجي ألجأ لغيره , انا غلط اه بس هو السبب في الغلط ده !!
ليلي (بعصبيه) : كلام ايه اللي بتقوليه ده ؟!! يعني ايه سايبك و داير يتصرمح بره ؟!!! انتي متعرفيش انه بيسافر في شغل ؟!!!! و بدل ما تصونيه و تحافظي علي اسمه رايحه تعملي صداقات مع رجاله و تخرجي معاهم و تجيبي اللوم علي ابني ؟!!!!
ضحكت بسخريه مريره !
– شغل ؟!! طيب انا هوري حضرتك دلوقتي ابن حضرتك المحترم كان بيسافر يعمل ايه
نظرت في حقيبه يدها و اخرجت تلك الحقيبه الصغيره اللي خبأتها طويلاً
أيمن : ايه ده ؟!
شروق (بهدوء) : هتشوف دلوقتي !
اخرجت ال CD
و توجهت بهدوء الي جهاز ال DVD
الموضوع بجوار التلفاز و وضعت به ال CD
و اشعلت التلفاز , الجميع ينظر اليها بترقب
تعلقت العيون بشاشه التلفاز
صمت .. اتساع العيون في رعب .. شهقه صدمه ..سكوون !!
ما شاهدوه كان فوق احتمالهم
أيمن في بارات و اماكن مشبوهه , في حاله سكر شديده و يراقص الفتيات بطريقه تثير الغثيان !!
أيمن علي احد الشواطئ في احضان فتاه عاريه !!!!!
لم تمهلهم وقت لاستيعاب الصدمه و اخرجت العديد من الصور الفوتوغرافيه من تلك الحقيبه الصغيره اللعينه !
بها العديد من الصور لأيمن في اوضاع مُخله , لم تستطع امه النظر اليها اكثر من ذلك
اشاحت بوجهها و قالت بصدمه
– ده ابني ؟!!!!!!!! انا مش مصدقه !!!!!
الانظار كلها اصبحت مصوبه نحو أيمن , تطلب منه تفسيراً , توضيحاً اي شيئ !!
لكنه وقف مصدوماً , مصعوقاً , لا يُبدي اي رده فعل
رفعت (بغضب و صدمه) : انطقققققق قول اي حااااجه , ايه اللي انا شوفته ده ؟!!!! معقول اللي شوفته ده حقيقي ؟!!!! معقول ابني الوحيد , سندي و ضهري في الدنيا , اللي مسلمه كل املاكي و فلوسي و انا واثق فيه وواثق انه هيحافظ علي اسمي و سمعتي و يكبرهم , يطلع منه كل ده ؟!!!!!!!!!!!
ردت شروق بهدوء
– للأسف يا عمي , ثقه حضرتك مطلعتش في محلها
نظر اليها رفعت مصعوقاً , فتابعت بهدوء
كل الاوراق و المستندات اللي متقدمه في أيمن في النيابه دي سليمه , هو بيشكك فيها و بيبرئ نفسه و يقول انه متورط , بس الحقيقه ان مفيش ورقه من الاوراق دي فيها معلومه غلط
نظرت الي أيمن بقوه و تحدي
– طلعت غبي اووي يا أيمن ! غبي انك مخطرش علي بالك لحظه اني ممكن اكون انا اللي بساعد ماهي عشان نكشفك و نفضحك !!
ماهي اللي انت ضيعتها و دمرتها بحقارتك و انانيتك و غبائك
و انا …. انا خُنتني و جرحتني و حسستني بأسوء مشاعر ممكن تحس بيها اي ست !!
اهماال و كدب و خيانه و حاجه تقرررررف !!!
و اخرتها بتتهمني انا كمان بالخيانه !!!!
صحيح ما هو الوسخ لازم يشوم كل الناس وسخه زيه !!!!!
عندما لم يتحمل المزيد , هجم عليها و رفعه يده لتستقر فوق وجنتها
لكن مهلاً , قبل ان تصل الصفعه اليها , كان محسن قد امسك بيده بشده و نظر اليه بغضب
– هتمد ايدك علي بنتي قدامي يا أيمن ؟!!
أيمن ( بغضب) : دي مراااتي انا حر اعمل فيها اللي انا عاوزه , و شكلك معرفتش تربيها كويس و انا بقي اللي هربيهااا
محسن (بغضب) : تربي ميييييين يا صاايع , مش لما تربي نفسك الاووول
تدخل رفعت علي الفور
– اهدي يا محسن مش كده , اديله فرصه يتكلم
صاحت شروق بجنون بكل ما تحمله من غضب و قهر
– و انا محدش اداني فرصه اتكلم لييييه , محدش سمعني ليييييه ؟!!!!! ليه حكمتوا عليا من غير ما تدوني فرصه ادافع عن نفسي ؟!!!!!
محسن : اهدي يا شروق
أيمن : يعني انتي ورا كل اللي حصل لي ده ؟!!!
شروق : ايوووه اناا , انا اللي متفقه مع ماهي علي كل حاجه
رفعت : مستحيل !! انا مش قادر اصدق !!
شروق : انا اسفه يا عمي , مكنتش اتمني ابداً ان ده يحصل , حضرتك و طنط ليلي ناس محترمين بس للاسف ابنكوا هو اللي وصلني اعمل كده
نظرت الي أيمن بتحدي
– ورقه طلاقي لو موصلتنيش خلال يومين يا أيمن , هيكون ليا تصرف تاني مش هيعجبك , انا بقول تقصر الشر و تطلقني بهدوء احسن و انت مش ناقص فضايح اكتر من اللي عندك
أيمن (بغضب) : ده بٌعدددددددك , مش هطلقك يا شروق و اعلي ما في خيلك اركبيه
توقفوا عن الشجار فور سماعهم لصوت رفعت يصرخ بفزع
“ليلييييييييييييييييي”
————————————————–
بعد ان تحسنت حالتها اصطحبها الي احد الفنادق لتمكث بها الي ان يدبر لها سكناً امناً
ماهي : انت بتعمل معايا كده ليه يا طارق ؟؟
طارق : مش فاهم !
ماهي (بخجل) : يعني واقف جنبي و بتساعدني , رغم …رغم كل اللي عرفته عني و….
لم يدعها تكمل ووضع يده فوق شفتيها برقه حتي يُسكتها ثم همس بخفوت
– ارجوكي يا ماهي انا مش عاوز اتكلم في اي حاجه قديمه , مش عاوز نفتح سيره الماضي خالص , انتي حياتك قبل اللحظه دي كلها ماضي ولازم تنسيه , انسيه يا ماهي و ساعديني انساه , ارجوكي
نظرت له بعدم فهم !
فنظر لها بابتسامه حانيه
– ما ترهقيش نفسك دلوقتي في التفكير في حاجات مش هتفيد , انتي لسه تعبانه و لازم ترتاحي , اطلعي اوضتك دلوقتي و انا هعدي عليكي الصبح ان شاء الله نفطر في اي مكان
استقامت واقفه بعد ان اومأت برأسها له بهدوء و همت بالرحيل
الا انه امسكها من يدها اوقفها امامه
نظرت له باستفهام , فابتسم لها بهدوء و قال بخفوت
– اوعي تخافي من اي حاجه طول ما انا موجود , دايماً هفضل جنبك , و مش هتخلي عنك ابداً
تنهدت بعمق , لأول مره تشعر بالراحه و الطمأنينه , تشعر انها ليست وحيده
بل لأول مره تشعر بأدميتها من الاساس !!!
————————————————–
يمضي الوقت ببطئ..
بطئ قاتل , مؤلم , مُدمر !
– اُصيبت ليلي بجلطه في القلب اثر الصدمه و الانفعال , و نُقلت الي المشفي علي الفور و كانت في حاله خطيره و الآن تمكث في المشفي منذ اسبوعاً الي ان استقرت حالتها بعض الشئ , و أيمن و رفعت الي جوارها دائماً
– طارق وفر لماهي سكناً مناسباً في بنايه في نفس الشارع الذي يقطن به حتي تكون قريبه منه دائماً
, اصبحت لا تشعر بالوحده ابداً , كيف تشعر و هو لا يتركها ابداً و دائماً الي جوارها !
– حاله آسيا تتحسن ببطئ شديد , لكنها مازالت عاجزه عن النطق و الاهم ان ألم قلبها لا يهدأ بل يزداد مع مرور الايام !
ذهبت شروق الي آسيا بصحبه شيرين كي تطمئن عليها
جلسوا في الصالون , تتحدث شروق الي آسيا بهدوء و هي تعلم انها تسمعها و تفهمها جيداً لكنها عاجزه عن الرد
سمعوا جرس الباب
سميه (من داخل المطبخ) : افتحي يا آسيا انا ايدي مش فاضيه
شيرين : خليكي انتي يا آسيا , هفتح انا
توجهت الي باب الشقه و فتحته ,
تطلع اليها الطارق بذهول كبير !!
شيرين (بدهشه) : انت بتبص لي كده ليه ؟!
نطق معتز بحروف مبعثره من اثر دهشته
– انتي مييين ؟!!!!
——

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق الروح)



Source link

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *