حكاية فيروز , حكاوي فيروزه

حكايه 1 من حكاوي فيروزه – ماسة الرويات – الام بتجبر بنتها تبررلها الي عملته – ياتري بنتها عملت اي – دا الي هنعرفه ف الحكايه

حكاوي فيروزه
                                           حكاوي فيروزه
…………
=انا مش مُجبرة أبرر لحد حاجة.
اتكلمت بعصبية وانا سيباهم وقايمة راحة لاوضتي بس وقفتني إيد ماما وهي بتوقفني وبتقول بحزم:لما امك واخواتك الاكبر منك وجوزك كمان يبقوا قاعدين بيتكلموا معاكي تبقي تتكلمي بأدب انتي فاهمة؟ ،واه مجبرة تبرري يازينة لأن ده مش حد ده جوزك!
الدموع اتجمعت في عيني بحاول اشد ايدي الي مسكاني منها بس بفشل، لحد ما سمعت صوته وهو جاي بيسحب ايدي بهدوء من ايديها:سيبيها يطنط انا ماشي دلوقتي هنتكلم بعدين.
سبتهم ودخلت اوضتي وقفلت الباب عليا بالمفتاح باخد نفسي ودموعي اخيراً بتنزل، وقفت ورا الباب علشان اسمع الهماسات الي بينهم سمعته بيطلب منهم محدش يكلمني ويسيبوني لحد بكرة لما هو يجي تاني، اتنهدت براحة وانا بمسح دموعي..مش قادرة اتخانق او ازعق او حتى اتكلم بهدوء مع حد تاني النهارده.
الباب اتقفل ف عرفت انه مشي وبعدها بشوية سمعت ابواب اوضهم كلهم بتتقفل اترميت على السرير وانا بتنهد براحة ان محدش فيهم هيقرب مني تاني، بصيت على التلفون الي مرمي جمبي ساكت زي زيه!
توقعت انه هيتصل لكن متصلش، قربت من ورا البلكونة ابص عليه كان لسه واقف بعربيته تحت باصص على اوضتي لحد ما مشي،
مركزتش كتير لاني كنت تعبانة..تعبانة اوي.
نمت على السرير بكل التعب الي جوايا واخيراً هنام وارتاح، بصيت على التلفون اخر بصة متصلش ولا بعت حتى اي ماسدج..شاغل بالي على غير العادة!
يمكن علشان حاسة اني لازم اتكلم معاه ويفهم؟ معرفش الحقيقة.
وفي الاخر غمضت عيني وانا بتنهد بتعب وبنام يمكن اصحى الاقي ربنا حالل كل حاجة!
صحيت على صوت خبط على الباب بس خبط هادي على غير العادة في البيت ده، مسكت التلفون كانت الساعة ٤الفجر معداش غير كام ساعة على نومي وبس،
قومت ناحية باب الاوضة علشان اشوف مين لكن لوهلة استوعبت ان صوت الخبط مش جاي من ناحيته!
بصيت بقلق ناحية باب البلكونة الي كان واضح ان الصوت من ناحيته هو، إتجمدت مكاني لما عربية عدت من تحت البيت ونور فوانيسها وضحلي خيال الشخص الي بيخبط على الباب!
بس بعد ثواني مش كتيرة بدأت اتنفس براحة لما سمعت صوته:افتحي يازينة ده انا.
وبمجرد ما هديت ملامحي مالت للعصبية وانا بقرب من الباب وبفتحه وبتكلم بعصبية:انت بتعمل ايه؟طالع من على المواسير ياحمزة انت إتجننت!
هز راسه بالإيجاب بعد ما فضل باصصلي شوية:اه إتجننت البركة فيكي.
=إمشي يحمزة وبلاش مشاكل تعالالنا بكرة من باب البيت بدل ما حد كده ولا كده يصحى وانا مش ناقصة زعيق.
سابني ودخل جوا الاوضة بمجرد ما انا خلصت كلامي وهو بيتكلم ببرود:الي يصحى يصحى..انتي مراتي.
لفتله بعد كام ثانية بحاول فيهم اتحكم في اعصابي لقيته قاعد على السرير وباصصلي:فاهمة يعني ايه مراتي يازينة ولا مش فاهمة؟
=مش فاهمة السؤال؟
قام وقف وهو بيقرب مني:كنتي قاعدة مع مين النهارده يازينة في الكافيه؟ ويعني ايه مش مجبرة تبرريلي؟ ما بصراحة انا مش عارف استنى لبكرة ولو منطقتيش ههد بيتكوا الي انتي فرحانة بيه ببلكونتك دي على دماغك.
بلعت ريقي بتوتر، انا مش بعمل حاجة غلط ومش عارفة المفروض اقوله ولا لأ، مع اني مدركة كويس ان ده من حقه وان مينفعش الموقف الي انا حطاه فيه ده، بس انا اتعودت طول عمري اني مينفعش اتكلم…مليش حرية الرأي او الكلام اصلاً، ومعرفش لو حكيتله ممكن يشوفني ازاي!
خدت نفس وانا بخرجه وبحاول اتكلم:يا..ياحمزة انا مبخونكش او بعمل حاجة غلط!
-بتخبي وبتكدبي..حاجات مبيعملهاش الا الي بيعمل الغلط، انا هادي لحد دلوقتي يازينة وبحاول اعصابي متفلتش عليكي، كنتي مع مين؟
كنت بصاله في عينه، لوهلة حبيت نظرات وحالة الغيرة الي بقت مالية الاوضة دي..بس في نفس الوقت كنت خايفة…لأ مرعوبة.
قعدت باستسلام على الكرسي الي ورايا:انا صعب اتكلم يحمزة، صعب عليا.
مسمعتش منه رد فكملت وانا بفرك في ايدي:ده..ده الدكتور النفسي الي بروحله.
رفعت عيني لما مسمعتش منه رد للمرة التانية ملامح الاستغراب هي الي على وشه دلوقتي،
قومت وقفت قدامه وانا بكمل:هو خلى الممرضة الي عنده تبعتلي وتقولي ان السيشن بتاعت النهارده مش هتبقى في العيادة علشان فيه مشاكل في الصيانة والكافيه ده تحت عيادته بالظبط، مفكرتش اني مينفعش اعمل كده او احطك في موقف زي ده مجاش على بالي ابداً.
-مقولتليش ليه انك بتروحي لدكتور؟
كانت الجملة الوحيدة الي قالها بعد ما فضل ساكت دقايق.
اتنهدت وانا ببتسم:يمكن علشان كل جلساتي عليك انت،
خرجت نفس تاني وانا ببعد بعيوني عنه وبمسح دموعي قبل ماتنزل:روح ياحمزة قبل ماحد يصحى علشان خاط….
قطعت كلامي لما لقيته بيقرب مني بيحضنني بهدوء، حسيت وكأن الكون كله في اللحظة دي سكت!
مفوقتش الا على لمسات ايده على على شعري وهو بيهمس بهدوء جمب ودني:حقك عليا من كل حاجة والله.
غمضت عيني وانا بسمح لدموعي انها تنزل اخيراً، فضلت في حضنه وانا كل ثانية بكايا بيزيد عن الثانية الي قبلها وهو بيطبطب على ظهري،
لحد ما هديت..بعد عني وهو بيمسح دموعي:انا عارف ان جوازنا محدش سألك فيه عن رأيك اصلاً بس يازينة انا مصمم تبقي ليا علشانك قبل ما يبقى علشاني.. طول ما انا بعيد انا مش عارف اعملك حاجة، انا عايز امشيكي من البيت ده بأي طريقة.
ابتسمت:عمرك ما اتكلمت معايا ياحمزة ولا حاولت تطمني..انا روحت لدكتور مخصوص علشان الاقي حد اتكلم معاه، انا مش بكره ماما ولا اخواتي محمد ومحمود ..انا مقدرة فرق السن الي بيني وبينهم علشان جيت غلطة زي مبيقولوا وان عمرنا ما كنا قريبين من بعض، بس انا طول عمري بتعامل على اني غلطة بجد!
يوم سبوعي بابا مات فبقيت البت الشؤوم الي جابت الحِزن للبيت ومنبوذة من الكل، ومن وانا عيلة وبيتقالي كلام دي السم، طب هو ده بإيدي طيب!؟
مسك ايدي:انتي احلى حاجة حصلتلي في حياتي يازينة انا عمري ما كنت اتخيل يوم في حياتي حلو لو انتي مكنتيش موجودة.. عارف اني مقصر معاكي ويعتبر مبنتكلمش بس مش بإيدي ده احنا كاتبين الكتاب علشان تحكماتهم دي وبرضو مبشوفكيش ويوم مابشوفك كلهم بيبقوا قاعدين معانا كأني هاخدك واطلع اجري.
ضحكت وانا بمسح دموعي ابتسم وكمل:وعد مني لعيونك الحلوين دول ان عمرهم ما هينزلوا دموع تاني ولو حصل هتكون دموع فرح وبس، وانا وحياتك عندي هحاول نكون في بيتنا في اقرب وقت والله، ولو على انهم مبيخلوناش نشوف بعض (بص حواليه ورجع بص ليا وهو بيغمز) لقينا حل اهو.
=متهزرش يحمزة والله ما هينفع بج…
قاطعني للمرة الستلاف وهو بيتكلم:هشش ملكيش دعوة انتي، دلوقتي انا عايزك تنامي كويس وانا هاجي بكرة علشان اخلص الحوار ده.
بصتله بخوف:ب..بس انت عارف انهم لو عرفوا اني بروح لدكتور هيعملوا ايه.
-متخافيش مش هنقول لحد، انتي مش مجبرة تبرري لحد حاجة يازينة الا انا بس، متخبيش عليا حاجة تاني انا فضهرك عالطول ماشي؟
هزتله راسي بابتسامة فكمل كلامه:وحوار الدكتور تاني ده تنسيه ماشي، مياكلش معايا انا حوار الكافيهات والحكاوي ده معلش.
هزتله راسي تاني وانا لسه بنفس الابتسامة، قرب مني وهو بيبوس راسي:تصبحي على خير.
سابني ونزل من مكان ما جه، قفلت باب البلكونة اتنفست براحة وانا بضحك وراحة على السرير جري، شعور يمكن عمري ماحسيت بيه!
عمري ماحسيت اني كويسة زي دلوقتي رغم اني كنت بروح لدكتور علشان يساعدني!
نمت على السرير ولاول مرة انام ابتسامتي على وشي، ومن اليوم ده وكل يوم باليل حمزة بيجيلي من البلكونة وكان بيستعجل في معاد الفرح لحد ما حددوه فعلاً وبدل ما كان بعد سبع شهور بقى بعد شهرين بس! كان بيجي ليا نقعد انا وهو نتكلم ونحكي يعني تقدروا تقولوا اني لاقيت دكتور ليا فعلاً
بيداوي جرح ليا مع كل ضحكة من ضحكاته!
=اقولك على سر؟ تعرف اني كنت بروح للدكتور مخصوص علشان كنت تايهة ومعرفش انا بحبك ولا لأ!
-سيرة الدكتور دي لما بتتجاب بيتعكنن عليا والله.
ضحكت:والله ياحمزة بتكلم بجد.
-يقلب حمزة يعني ايه انتي بتحبيني من واحنا في ابتدائي!
عدلت شعري:كان مجرد اعجاب على فكرة.
-لا كنتي بتحبيني وبتموتي فيا ده المدرسة كلها تشهد.
=طب ما انت كنت بتحبني انت كمان والمدرسة كلها تشهد.
-ما انا كنت بحبك فعلاً انا مأنكرتش.
ابتسمت وانا ببص للسما تاني:كنت طفل چنتل اوي ياحمزة.. ولد اكبر مني بسنتين معرفوش ولا حتى بقابله صدفة في الشارع بس بشوفه في المدرسة كان المنقذ بتاعي من اي مشكلة او عيال غلسة بترخم عليا،
بصتله وانا ابتسامتي بتكبر وعيوني بتلمع:مكنتش متخيلة ان بعد ما الدنيا تفرقنا كل ده وافضل بالسنين معرفش حاجة عنه انه هيرجع ويبقى المنقذ بتاعي برضو.. بس المرة دي وانا كبيرة.
-هو انا مينفعش ابوسك؟
بعدت عنه بخضة وانا بضحك وبرجع ادخل للاوضة وبقفل عليا الباب وبسيبه جوا لوحده:الوقت اتأخر امشي يلا.
قرب مني ووقف ورا الباب وهو بيضحك:والله انتي مراتي عادي.
برقتله:امشي يلا ياحمزة.
ضحك وهو بيرجع:ماشيي، تصبحي على خير ياست.
اداني ضهره علشان ينزل كالعادة زي كل يوم، فتحت الباب في لحظة تهور وانا بتكلم:استنى!
لف ليا تاني ومكانش فيه فرصة انه يستوعب حاجة لانه فجأة لقاني في حضنه:انا بحبك اوي ياحمزة، من غيرك كنت هفضل تايهة وضايعة ومليش مكان اروحله ابداً.
باس راسي وهو بيبادلني الحضن:ده الدنيا كلها تهون الا انتي، ده انتي عيون حمزة!
………….

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *