Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
رواية جنة الظالم الفصل الثامن 8 بقلم سوما العربي
رواية جنة الظالم الجزء الثامن
رواية جنة الظالم البارت الثامن
اجتمع الجيران يدقون الباب وهم يستمعون لصوت صراخ أحدهم.
والتى لم تكن غير تلك البومه تهانى.. بومه خربت مستقبل ابنته بل حياتها كلها وجلبت لهم العار.
صمت عليها كثيرا وهى كانت دائمة التبجح ولكن للصبر حدود.. وصمته لم يكن الا مراعاة لمرض ارملة اخيه يعلم علم اليقين انها لن تستطيع التحمل ما ان تعلم.
ولكن هى من قدمت اليه اليوم بقدميها وهو يشكر الظروف لذلك.
مع كل صرخه منها تستفزه اكثر وتذكره بالمعاناه التى ستعانيها صغيرته بسبب عهرها وقلة حياها.
يضربها بكل ما اوتى من قوه.. كل غله من ذلك المتجبر الظالم أخرجه عليها عنف وسحق.
فقد سحق عظمها بالمعنى الحرفى… اصبح جسدها كما يقال فى المثل الشعبى الشهير” عضم فى قفه ”
علاوه على تلك الكدمات بذراعيها وقدماها واخرى على جانب فمها.
انتهى بعدما خارت قواه رغم صحته العفيه ينظر لها وهو يلهث أنفاسه متسارعه.
وهى ترتجف بألم لكنها مازلت تنظر له بغل من شدة الألم غير قادره حتى على الحديث.
بصق عليها وبعدها ركلها بقدمه مرددا :حتة كلبه زيك ماتربتش اجبرتني اوافق على جوازة بنتى من ابن الكلب ده وانا عينى مكسوره… بعد ما كنت رافض وانا رافع عينى فى عينه الند بالند… خرسنى… خرسنى بيكى وبفضيحتك.
نست الألم الناجم عن ضرب مبرح واتسعت عينيها بصدمة العمر تدرك وتربط الخيوط ببعض.
لا تصدق حتى.. فهل فعل سليمان كل هذا فقط كى يقترب من تلك البغيضه.. وهو من كان يركض خلفها يتمنى الرضا.
تتلقى أعظم صدمه بعمرها تفسر كل ما رأته في مكتبه ومحمود يكمل:كسرتى رقبتي.. مسكنى من ايدى الى بتوجعنى… خلانى ماليش عين اتكلم… انا ضحيت ببنتى عشان استرك… غصب عنى وعن اهلى انتى لحمى… لحمى اللى اخويا سابهولى… الحمد لله انه مات ولا كان يعيش يوم فى العار الى حسيت بيه… امشى اطلعى برااا من هنا ورايح انا ماليش بنات آخ.
هجم عليها يجرها يمسح بجسدها ارضيه المكان ثم فتح الباب وسط تجمع الجيران يلقيها كالحثاله ويغلق الباب.
وقف الجميع يتطلعون لها بصمت دون اى نظرة اشفاق او غطف خصوصا و أنها بالاساس فتاه متكبره عليهم من صغرها تتعامل مع كل اهل المنطقه على أنعم رعاع وأنها مجبره على العيش وسطهم ودائما ماكانت تمنع وتحرج على والدتها من التعامل معهم… وكونهم على علم بخصال محمود الطيبه فبالتأكيد قد فعلت شئ كارثى جعلته يخرج عن شعوره ويبرحها ضربا هكذا.
تركوها ملقا ارضا وتحرك كل منهم الى شقته يغلق الباب بوجهها لتجد نفسها ممزقة الثياب من شدة ضربات “حزام” محمود والتى كانت كالسوط او شد قسوه فمزقت ثيابها… جسدها كله كدمات حمراء من ركلات عمها العنيفه فلا يوجد اشد مرارة من عار الشرف.
لم تسطيع النهوض على قدميها.. فضطرت للزحف على الارض بتدنى كأنها حشره.
ظلت تزحف وتزحف وهى تتمسك بجدران السلم حتى هبطت لآخر الدرج تخرج هاتفها كى تتصل بزياد.
لتدرك ان عمها ألقاها خارج الشقه وبقيت حقيبتها الثمينه بمتعلقاتها بالداخل.
ثوانى ووجدت أحدهم يلقى حقيبتها من فوق.. نظرت لاعلى لترى بتشوش داليا زوجة عمها وهى تقذفها بها ثم تبصك عليها هى الأخرى وتختفى داخل شقتها.
صكت أسنانها بغل تتوعد لهم ثم اضطرت للزحف بجسدها المنهك كى تصل لحقيبتها.
سبه نابيه خرجت من بين أسنانها وهى تفتح حقيبة يدها وتجد هاتفها كسر لاكثر من قطعه وتوقف عن العمل.
لتوقن انها اصبحت حبيسه هنا ولن تستطيع الوصول لزياد… متأكده ان ولا شخص هنا سيبادر ويساعدها.
زحفت مره اخرى تستند على احد الجدران تنتظر كى تسعفها قدميها قليلاً وتستطيع السير حتى توقف اى سياره أجره.
____________________________
اما في الشركه عند سليمان وبعدما خرج الجميع و وبخ تهانى.
خرجت من احضانه تبتسم براحه ونصر… ليبتسم سليمان بعدما قرأ معالم وجهها التى يعشقها بوضوح يسأل :إيه؟ تمت المهمه بنجاح؟!
اتسعت عينيها ثم حاولت كبت ابتسامتها تعطيه ظهرها وهى تردد :إيه الى بتقولو ده؟
استدار كى يقف أمامها هو يرفع ذقنها بيده كى تنظر لعينه غامزا بعبث:إيه الى بقولو ده؟! على بابا بردو؟!
تحدثت سريعاً تخفى تلعثمها وهى تحاول مدارة كذبها :بابا إيه… انت مش بابا.
ابتسم بثقه يخبرها :لأ بابا اقولك بأمارة إيه؟
رفعت حاجب واحد تردد بعند كبير:إيه؟
سليمان بثقه منقطعة النظير:هقول بس لو طلع صح هتحلفى انى بابا.
جنة بثقه اكبر وقوه :ماشى.
رفع يده يمررها على وجنتها باستمتاع رهيب وهو يخبرها ببساطه :الحيزبونه الى اسمها تهانى دى كانت مضيقاكى اوى اوى يعني فجيتى النهاردة تحطى عليها.. صح ولا لأ؟
كانت تستمع له باعين وفم مفتوحين تردد بزهول :عرفت منين؟!
سليمان بسخريه وتحسر :من كتر ما انتى بتموتى فيا ياروحى… ماهو مافيش اى داعى او سبب يخليكى تتنازلى وتجيلى هنا.. بلص… ان اصلاً وانتى داخله عينك مش عليا لأ عليها.. عينك كانت على هدفك يا حبيبتي… هممم… ابقى بابا ولا مش بابا؟
كانت تنصت له بزهول وكيف حلل الأمر بدقه… فطوال الطريق وهى تبحث عن سبب لقدومها لعنده وتتحجج به… هذا الرجل غير هين على الإطلاق.
مظهرها وهى متسعه العين فاتحه فمها بزهول جعلها ذات جمال خاص وساحر أجبره على أن يبتسم بحب ويقترب منها يقبل وجنتها وهو يغمض عينه باستمتاع كون شفته على وجنتها وانفه مشبعه برائحتها الخفيفه تتغلغل داخل حنايا صدره تفصله عن الزمان والمكان.
لتحرمه هى تلك اللذه وهى تحاول أن تبعده عنها بعدما استفاقت على ما يفعله.
ليقاوم يدها ومازال قريب من وجهها وهى تعنفه:ماتلم نفسك ابعد عنى.
سليمان :مش هبعد غير لما تنفذى الشرط الى عليكى.
جنه:الى هو؟
سليمان:تعترفى انى بابا.
جنه بعند :لأ.
سليمان بتلاعب راقص لها حاجبيه:خلاص خلينى كده.
صرخت فى وجهه تعترف:خلاااص.. انت بابا.. اوعى بقا.
ابتعد عنها يبتسم قائلاً :يالا بينا.
جنه:على فين؟
سليمان :هنتغدى برا.
كتفت ذراعيها ترفض مردده:لا طبعا مافيش الكلام ده.
سليمان :اخدتى غرضك منى يعنى وهترمينى؟
حاولت مداراة ضحكتها أثر مظهره وهو يتقمص الشخصيه تدير وجهها قائله:ايوه.. ماخلاص تمت المهمه بنجاح.
ابتسم وصدره ينشرح بسعادة.. وأخيراً بدأت الاخذ والرد معه بشخصيتها الحقيقه دون الرفض والكره اللذان لم يذق غيرهما منها.
يدعو الله لو تظل هكذا كثيراً… فلا حلم له غير قرب محبب منها… ان تتقبله ولو قليلاً.
بادر هو بجذب يدها له يسحبها خلفه بحماس قائلاً :لأ هتيجى معايا.. يالا بينا.
تحركت خلفه وهو لا يترك لها اى مجال للرفض.
فخرج من المكتب وهو يسحبها كطفله يخشى عليها من الضياع وسط الزحام.
هى أيضا كانت تشعر بذلك… خصوصا بعدما قدمت لشركته لأول مرة.. عالم جديد وغريب عليها… ولكن الشعور الأكثر هو أن هذا العالم كبير عليها… الشعور الاعظم كان الضييااع.
وربما هذا ما جعلها تنصاع لحديثه سامحه له بأن يسحبها خلفه وهو يمسك على يدها بقوه.
خرج بها حتى وصلا للمصعد الذى وصل بهم للطابق الأول.
فانطلق منه وهو مازال يمسك يدها حتى اوقفه احد الموظفين قائلاً :سليمان بيه سليمان بيه.
كان مازال مستمر للسير كى يصل للسياره وهى معه مما اضطر الرجل ان يتحدث وهو يساير خطواته وبيده ملف ما قائلاً :موضوع مهم يا باشا.
وقف على مضض يضعها خلف ظهره يسأل بملل:هممم؟
تحدث الرجل وهو يلهث :ياباشا دى ليسته بمجموعه عمال فى مصنع العاشر وكلهم مش بيحضروا كتير وأيام كتير متغيبين عن العمل.
سليمان بوجهه الذى لم يريه لجنه حتى الآن :هو انت غبى… هى التفاصيل الصغيره دى من اختصاصى انا؟! حد قالك عليا شغال ريس عمال؟
ابتلع الرجل رمقه بصعوبه يقول بخضوع:العفو ياباشا العفو.. وانا عمرى ما كنت هوصلك الموضوع إلا إذا كانت الحكاية كبرت اووى… تقريباً تلت اربع العمال بالوضع ده.. وكله من زيادة عدد ساعات العمل وقلة الجوده وحتى مش بياخدوا اوڤر تايم على الساعات الزياده الى بيشتغلوها دى… الكيماويات الى شغالين وسطها ليل ونهار أثرت على صدرهم وجابتلهم المرض.
كانت تقف خلفه مصدومه.. على علم بكونه ظالم.. ولا احد يحبه… ولكن… ان تستمع لبعض التفاصيل باذنها كان بمثابة الصدمه الكبرى.
خصوصا وهى تؤمن بالمثل القائل “وما خفي كان اعظم”
لم يسعها التوقيت تتلقى الصدمه الأولى وتستوعبها حتى قذفت فى وجهها الصدمه الاكبر.
وجه الظالم على حق.
فقد تحدث بفظاظه يقول :وانا مال اهلى… هو انا هوجع دماغى كمان بالى تعب والى عيى… مايغوروا فى ستين داهيه.
ليسأل الرجل بحيره :ولما يغوروا مين يشغل المصنع.
ارتفع صوت سليمان بعصبيه شديدة يصرخ به :هو انت غبى مابتفهمش.
بهت وجه الرجل خصوصا وهو يكبر سليمان فى السن بأكثر من عشرة سنوات.
ليكمل سليمان بحده مهينه:الى يتعب يترمى برا وييجى من الصبح اتنين مكانه وبنفس المرتب كمان… انت سامع مش عايز الشغل يقف ثانيه.
تحدث الرجل ببهوت:ايوه يا باشا بس…قاطعه سليمان بعصبيه :مابسش نفذ الى قولته.. المفروض اصلاً كنت تتصرف كده على طول من غير ما تقعد كل ده معطل الشغل.. انت عارف اليوم الى بيعدى من غير شغل ده بيكلفنى كام؟
ليتحدث الرجل ببعض النخوه:ايوه يا باشا بس دول عمال على باب الله شغالين عندك من زمن الزمن وتعبوا من ضغط وجو الشغل يعنى انت ملزم بعلاجهم ده غير ان كل واحد فيهم فاتح بيت وفى رقبته كوم لحم حياتهم كلهم قايمه على المرتب الى بياخدوا منك.
تقدم ذلك الظالم خطوه يسأل وهو ينظر له نظره شموليه:انت اسمك ايه؟
الرجل :حسنى ياباشا.
سليمان بلا تردد ودون اى يرمش له جفن:انت مرفود يا حسنى.
ضرب على كتفه عدة مرات بطريقه مهينه يأمره:حالا تروح تسلم عهدتك وتخلص ميزانيتك… الى زيك ماينفعش فى الشغل معايا.
تحرك يترك الرجل وكأنه لم يقطع عيش أحدهم بل اسره بأكملها اليوم.
وكل ما فعله لم يمنعه بأنه مازال يرغب بتمضية يوم رائع يقطر حب ورومانسيه مع الوحيده التى اسرته وعشقها
ليرغم على التوقف عن السير وهو يشعر بتيبس جسدها وان قدميها تخشبان على الأرض.
استدار يسأل وهو حقا لا يعلم ماذا بها.. بالطبع فكل ما فعله الآن لهو اقل من العادى بالنسبة لشخصيته الظالمه.
فسألها بجديه لا تخلو من اللهفه:مالك يا حبيبتي؟!
كانت كل خلاياها تنتفض بتقزز ونفور.. كل شئ بادى بوضوح على وجهها.
تحدثت بصدق كبير :انت ماتستحقش فعلاً غير الكره.
شعر بتوقف العالم وانسحاب الدم من جسده… فطريقتها بالحديث وخصوصا عيناها كانت اكبر واشد قسوه وقوه من كلمتها تلك.
ليردد ببهوت وقلب متعب:الكره يا جنه؟!
جنه:حتى الكره بس شويه عليك…انا بكره اليوم الى جمعنى بحد زيك وخلاني اعرف ان فى بنى ادمين كده فى الدنيا وكمان تخليني مجبره انى اتعامل معاك… لأ والاسوء انك جابرني اكمل عمرى معاك.
تركته تغادر سريعاً معلنه اشمئزازها ونفورها منه و اللذان لن يفارقاها ابدا طوال عمرها معه حتى لو استطاع ارغامها على تمضية حياتها معه.
ظلت تركض وهو ركض خلفها ولكنها ولحسن حظها استطاعت إيقاف إحدى سيارات الأجرة.
لتصعد بها سريعا وتطلب من السائق ان ينطلق سريعاً.
وهو عاد سريعاً يصعد لسيارته يقودها خلف تلك السياره التى تقلها.
طوال الطريق وهو خلفها ولم يستطيع وسط زحام العاصمه قطع الطريق وايقافها.
لتصل لبيتها وهو يتوقف بسيارته يترجل منها بعصييه شديدة يناديها وهى لا تجيب.
فى نفس الوقت الذى واخيرا استطاعت تهانى الوقوف على قدميها تجر جسدها جرا للخارج لتصدم بجنه المندفعه للداخل دون سابق إنذار.
مما جعل جسدها يرتد للخلف على أثر التصادم ويختل توازنه فتقع على الارض مجدداً وهى تسب وتلعن تلك الجنة.
اما جنه ولأول مره من شدة غضبها واشمئزازها تفعل ذلك مع أحدهم ولكنها فعلت.
فقد توقفت لثانيه امامها قبلما تصعد السلم وبصقت عليها بنفور مما جعل تهانى تناظرها باعين مغتاظه ومتوعده.
حاولت النهوض مجددا والخروج من البيت لتفقد توازنها مره اخرى وتقع ارضا على أثر اصطدامها بجسد اشد صلابه وقوه وهو سليمان المندفع بلا هواده خلف جنته.
كان سيصعد الدرج خلفها ولكن توقف على صوت زكريا والذى لاحظ كل شئ وهو يقف امام مطعم المعلم سلطان فحضر سريعاً ليرى ماذا هناك.
زكريا:خير يا كبير فى ايه؟
سليمان بعنجهيه لكزه فى صدره :بس يا حبيبي.
اتسعت أعين زكريا يدرك مدى الاهانه يردد بهدوء ما قبل العاصفه :حبيبك…. تعالى بقا اوريك زكريا لما يحب.
قبض على قميصه وخرج به وسط الحاره يهم بضربه لولا تدخل سلطان قائلاً :جرى ايه يا زيكااااا… هدى دنيتك فى ايه الراجل مهما كان ضيف فى حتتنا.
زكريا :ده رجل هزوؤ يا معلم وعايز الى يربيه
سليمان بحده وهو يبعد يد زكريا عن قميصه:تربى مين يالا… اصحى كده وفوقلى بدل ما اوريك مين سليمان الظاهر على حق.
زكريا لسلطان :شايف يا معلمى.
تدخل سلطان بتروى يحسد عليه:بردو عييب.. عييب يا زكريا… ده ضيف عندنا… حتى لو كان هوزوء وابن و***.
كبت المتجمهرين حولهم ضحكاتهم وكذلك زكريا ليصرخ سليمان غاضبا:لااا ده انتو سوقتوا فيها اووى و محتاجين تتربوا.
سلطان بتعصب وهو يشمر عن ساعده الغليظ:يا أهلا بالمعااارك.
هم كل طرف منهم بالاشتباك مع الاخر لولا تدخل محمود من نافذة بيته بعدما خرج على أثر الشجار يقول :خلاص يا معلم… عندى انا دى.
سلطان وهو يزيل يده من على سليمان:يكرم لأجل عيونك يا ابو جنه.
محمود :تشكر… ماهو ده العشم بردو.
بعدها وجه انظاره لسليمان يقول :اظن كفايه اوى كده ولحد اما الموضوع يتم مش عايز شوشره حوالين بيتى لأن ده اصلاً الى مخلينى اوافق على طلبك.
فصمت سليمان يدرك أن محمود رضخ وسيزوجه جنة تجنبا للفضائح وهو من يفتعلها بنفسه الآن… كذلك تيقن ان قوة سلطان وزكريا لا تقل عنه شئ.
ليعدل عن فكرة الدخول معهم فى عراك وهو يهندم ملابسه يبتسم :انا كمان بقول بلاها خناق.
لينظر لاعلى حيث محمود ويكمل باستفزاز:اصلى كلها يومين وابقى عريس جديد ومش عايز اى خدش كده ولا كده فى وشى.
غادر بخطى واثقه وثابته امام الكل ليصل سيارته ويجد تهانى قد وصلت إليها وجلست بها بهيئتها المزريه تلك.
فتحدث بفظاظه شديده :انتى بتعملى ايه هنا يا روح امك.. انتى هتستهبلى انزلى حالا مش ناقصه رخص على المسا.
تحدثت بهدوء ترغب بجذب عطفه :عمى ضربنى… بهدلنى…عضمى كله كسرو.
سليمان :تسلم ايده والله… بيفهم…مش عارف ليه اصلا سابك عايشه بس تقريبا هو من الناس بتاعت قتل النفس حرام وبتاع مش عارف ازاى شايفك نفس.. ده انتى تهانى يعنى.
تحدثت تثير شفقته:هتفضل كده مش شايفنى ابدا؟
سليمان بنفى قاطع :لأ خالص مين قالك كده.. مانا شايفك اهو.. برص.
تهانى :ايه؟؟!!
سليمان بنفاذ صبر:برص… وكده كارمك كمان… يلا اتزفتى انزلى اخدتى وقت اكتر من اللازم.
بهت وجهها من اهاناته المتتاليه ليكمل عليها بوعيد:ابعدى عن جنه يا توتو احسنلك.. انا شايف انك تتلهى اليومين دول بمنصب المديره الجديد ده عشان انا اول ما اخلص موضوعي مع جنتى هفوقلك ومش هتفضلى فيه كتير وعلى فكره.
ابتسم بشماته يضحك:البونيه الى على خدك هتاكل من وشك حته… يالا… يالا انزلى ما تتنحيش انزلى.
فتح الباب بقوه والقاها بلا اى اهتمام وتحرك لتبقى هى فى وسط الشارع امام الماره والكل يضحك عليها.
وصلت بيت الظالم وهى تتوعد له لتدخل البيت ويستقبلها زياد بصدمه ولهفه:ايه ده…. مالك يا روحى.
لم يتحرك أحدهم من اجلها… فنهله لم تتقبلها يوما وغاده ترى أنها دون المستوى.. وفريال والدة زوجها من الأساس مرغمه على هذه الزيجه.
كذلك شوكت والذى كلما رآها يخبرها صراحة انها عار على عائلته العريقه.
لتقرر التنفيس عن نفسها قليلاً وهى تبكى باحضانه:عمى.. عمى محمود ضربنى.
لم تجد اى رد فعل منهم سوى زياد… لتكمل بغل وهى تتصنع البكاء :وكل ده عشان روحت اقوله بلاش يوافق على جواز بنته من سليمان بيه.
وقعت الجمله على الجميع كالصدمه واولهم نهله التى وقفت تسأل تهانى ببهوت:إيه الى بتقوليه ده؟!!!
تهانى وهى تتصنع البراءه :زى ما قولتلك والله.
لتتحدث غاده متسائله:الكلام ده بجد يا اونكل.
فريال:رد يابابا.. ومالك كده مش متفاجئ وكأنك كنت عارف.
شوكت :ايوه طبعا مافيش اى حاجه ممكن تحصل بدون علمى.
تأكيد شوكت كان بمثابة القشة التى قضمت ظهر البعير لنهله فركضت لغرفتها مقهوره باكيه…
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جنة الظالم)